شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 255)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 255)
المحتوى
أن تساعد على وقف موجة انتقال ملكية الارض من ايدي الفلاحين الفقراء الى الاغنياء مقرضي
الاموالء ليست متوفرة الان لدى الدولة»”) ‎١‏
لقد شهدت الثلاثينات والاربعينات موجات لا تني تتزايد من الفلاحين المعدمين والفقراء
الذين لم يعد لديهم قطعة ارضء او ان الارض التي بحوزتهم ليست كافية, ابداًء لاعالتهم. ولقد
وفرت هذه العملية التاريخية الشرط الاول لتكون قوة العمل المأجور الحرة من اولئك الذين لم تعد
لديهم وسيلة انتاج خاصة بهم (كالارض اساساً) ولم يكن امامهم مفر من بيع قوة عملهم للغير.
لكنء بما ان النمط الرأسمالي الذي اربسته الكولونيالية البريطانية في البلاد لم يسمح بنمى
برجوازية وطنية منتجة واسعة العدد, فان هذه لم تكن قادرة على توفير العمل سوى لعدد محدود
جداء فقط. والاهم من ذلك, ان تقويض اقتصاديات الجماعات التقليدية كان» بالاساس» يتم
لاعتبارات الحفاظ على امن واستقرار النفوذ الاستعماري في البلاد وحاجات حماية حدود التقسيم
الامبريالي للمنطقة (الاعتبارات الاستراتيجية والالتزامات الاقليمية لبريطانيا): أى ان هذا
التقويض كان حصيلة حتمية؛ وان لم يكن مرغوبا فيها تماماء لسياسات اقتضتها هذه المصالح
الاستراتيجية الاستعمارية؛ وبالتالي. فان هذا التقويض للاقتصاديات التقليدية لم يكن بهدف
الحصول على فائض من الايدي العاملة الرخيصة لحساب الشركات الاحتكارية الاجنبية, كما هو
الحال في العديد من البلدان المستعمّرة الاخرىء لذلك فان الفائض السكاني المفقر والمعدم المتسع
نطاقه لم تكن تتوفر له فرص عمل في المدن والقطاعات الحديثة النامية الا على نطاق محدود, ولا
سيما لدى مشاريع الدولة واجهزتهاء ولدى القطاع التجاري الخدمي!).
لقد لوحظ ان ظاهرة انحدار المزارعين الصغارء بعد فقدانهم للآرضء قد تسارعت منذ
منتصف الثلاثينات لتبلغ ذروتها في النصف الاخير من الاربعينات. ولقد أدى هذا الى بروز طبقة
واسعة من الاجراء الزراعيين في الريف الاردني» ولا سيما في الاغوار والمناطق الشمالية» حتى قبل
حرب ‎١5948‏ وما رافقها من نزوح فلسطيني وعمالة زراعية كثيفة في وادي الاردن» كما سيتبين
فيما بعد.
ان قسماً هاماً من قوة العمل المأجورة الحرة, هذه؛ قد وجدت شرط تشكلها من خلال سوق
العمل الفلسطينية؛ وليس فقط (وبالاحرى ليس بشكل اساسي على ارضها) في شرق الأردن» فمنذ
الثلاثينيات استوعب سوق العمل في فلسطين أعداداً ما فتئت تزداد سنوياً من العمال الموسميين
من شرق الاردن, كما ازدادت نسبة العمال المهاجرين والدائمين الى فلسطين. وفي العام /1511
كان معظم المواطنين العرب الذين دخلوا فلسطين للعمل فيهاء وعددهم ؟” الفاًء هم من ابناء شرق
الاردن» اي انه كان في فلسطينء حينذ اكء ما لا يقل عن ثلث قوة العمل الشرق اردنية7). ويعزز
هذا الاستنتاج داربسة ميدانية اجريت على قرية في لواء ء عجلونء تبين فيها ان 5؛ بالمئة من ارباب
العائلات في القرية قاموا بالعمل في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني لمرة واحدة على الاقل»
بينما زاول اغلبهم العمل هناك عدة فترات مختلفة!'). وهذا يوكد ان حجم قوة العمل المأجور
التي تشكلت خارج اطار السوق الوطني كان كبيراً للغاية.
من ناحية اخرىء: تشكلت:قوة العمل المأجور. ايضاً » في اطار الزراعة الاردنية التي شهدت
علاقتها بالسوق طفرة قوية» خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية. ان الانتاج للسوق, وليس لتلبية
الاستهلاك الذاتي للمزارعين. نجم عن التبدل الهام في نمط الملكية الزراعية في اقسام من البلاد »
ولا سيما في الاغوار والمناطق المنتجة للخضروات والثمار والفواكه. ان التاجر والمالك الرأسمالي
38
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39460 (2 views)