شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 256)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 256)
المحتوى
حمل كل منهما معه علاقات جديدة مع المزارع الأجير.
بعيد الحرب العالمية الثانية. وإثر سنوات قليلة من الانكماشء عادت الزراعة الرأسمالية
للترسخ والاتساع. ومهد لذلك فرز الاراضي وتنظيم استغلال المياه وقيام بعض مشاريع الري وشق
الطزق والتغلب على بعض الامراض المستوطنة؛ لا سيما الملاريا. ولعبت طلائع اللاجئين
الفلسطينيين الذين انتقلوا الى وادي الاردن دورها الهام في احداث تبديل جذري في الزراعة,
فالارض باتت تزرع سنوياً. بدلا من تركها للاستراحة لثلاث سنواتء كما تضاعفت محاصيل
الاراضي المروية واستصلحت عشرات الآلاف من .الدونمات غير المستغلة وازيلت ملوحة التربة
منهاء وازداد الطابع السوقي للزراعة في الاغوار. وبعيد حرب /154., كان عدد اللاجكين
الفلسطيتيين؛ في الجانب الشرقي من وادي الاردن: يتراوح ما بين ‎"١‏ الفأو 4" الفاً. وكان هؤلاء
يوفرون أيدي عاملة زراعية ماهرة كانت غالبيتها ايدي عاملة مأجورة تعمل لحساب المشارك
الضامن للأرض والملاك الزراعي!'".
عكست احصاءات مطلع الخمسينات التبدل البارز الذي جد في أواخر الاربعينات على
تركيب الريف الاردني وتنامي حجم قوة العمل المأجور في الزراعة. وهكذا بلغ عدد سكان الريف
الذين يعملون لحساب الغير حوالي ‎٠١‏ بالمئّة من سكان العاملين في الريف عموما.
ان الهجرة القسرية للفلاحين الفلسطينيين الى شرق الاردن: بعيد حرب 5/8 ‎.١5‏ مسؤولة
عن ازدياد وزن الاجراء الزراعيين العاملين لحساب الغير. ومع هؤّلاء عادت, من فلسطينء الأيدي
العاملة الشرق أردنية الى قراها. ان لواء البلقاء الذي ضم مساحات شاسعة من الاراضي البكر
المستغلة حديثاً قد حظى بأكبر نسبة من العاملين لحساب الغير, بالمقارنة مع الألوية الاخرى.
حيث كان 47,0 بالمئة من سكان الريف في هذا اللواء يعملون لحساب الغير. الا ان لواء عجلون,
الذي تركزت فيه الملكيات الكبيرة منذ زمن طويل وعرف العمل الزراعي المأجور مبكراًء كان يضم
الحصة الاولى من العاملين لحساب الغير في الزراعة الاردنية» حيث كانت حصتهم, من عموم
العاملين لحساب الغير في شرق الاردن؛ قد بلغت 48.7 بالمئّة بينما بلغت حصتهم من عموم
العاملين في ريف لواء عجلون حوالي ‎4١‏ بالمئة. وقد بلغت نسبة العاملين لحساب الغير في الريف
الاردني 59,0 بالمئة من اجمالي السكان العاملين في هذا الريف. وتفاوتت هذه النسبة بين لواء
وآخر من آلوية البلاد, فبلغت 54.7 بالمئة في ريف لواء عجلونء و 4 ,7؛ بالمئة في ريف لواء البلقاء.
و7" بالمئة في ريف لواء الكرك اما في ريف لواء معان فلم تزد عن 1,5 بالمئة09.
لكن اذا كانت قسمة العمل الكولونيالية ما بين شرق الاردن وفلسطينء التى ارادت الابقاء
على شرق الاردن مورداً زراعياً بالاساس, افسحت في المجال امام نمو الايدي العاملة الزراعية
نسبياًء فان هذه القسمة بالذات (خاصة بسبب تدني مستوى الاهتمام باستثمار ثروات الاردن
الطبيعية؛ ولا سيما المعدنية والاستخراجية وقلة نشاط رؤوس الاموال المستثمرة في الميادين
الصناعية) قد حدت من امكانية نمو طبقة عاملة حديثة.
لقد اقتصرت بوادر تشكل قطاعات قوة العمل الحرة في الميادين الانتاجية الحديثة,
كالصناعة والحرف الآلية على تجمعات قليلة ممركزة في بعض المؤسسات الكبيرة نسبياً؛ بينما
تميزت الأيدي العاملة في الحرف والصناعات الصغيرة بالتبعثر الشديد وتدني مستوى وعيها
وتكوينها البروليتاري.
وهكذاء كانت ابرز التجمعات العمالية الصناعية هي تلك العاملة في صناعات التبخ
513
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36098 (2 views)