شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 288)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 288)
- المحتوى
-
قام هذا المتصرف بزيارة مستوطنة «ريشون لتسيون» والقى خطبة في جمهور الصهيونيين المرحبين
بهء جاء فيها: «لقد سمعتم بانه يوجد اناس يشيعون ان لليهود مطامع سياسية... هذا ليس
بصحيح, لاننا - نحن الاتراك - اكثر الناس معرفة بمقاصد اليهود في هذه البلاد؛ وهي ليست
سياسية بل دينية» لان [هذه البلاد] هي أرض ابائهم واجدأدهم :والحكومة تسعى جهدها للتقرب
من الشعب اليهودي في كل أن وزمانء ولم تنفك عن الترحيب بهم في كل وقت اضطهدوا فيه».
وابدىء بعد ذلك, اعجابه بتقدم اليهود. وخلص الى القول: «ولذلك, فانتم الان مثال حي لبقية
القرى العربية؛ واساتذة, وكتب عحية لاهاليها الذين لا يعرفون القراءة والكتابة والذين يقدرون
لكم كل الخير الذي نالته البلاد على ايديكم». ونصحهم بانشاء بلدية وشرطة حراسة تكون. على
صلة بدوائر السلطة في يافا والقدس لتهب السلطة لنجدتهم عند كل خطر.
تتابعت ردوب الصحف الوطنية على خطاب مهدي به ومنها جريدة «فلسطين», ثم «الكرمل»
التي تساعءلت: «لا نعلم اي حكومة يعنيها بقوله انها ليست ضد الصهيونية... وهل هو يتكلم
بصفته الشخصية ام بلسان تلك الحكومة؟» واسفت الصحيفة «لان المتصرف يجهل - اويتجاهل
- مقاصد الصهيونية وينسب للحكومة انها ترحب بجمعية لها اغراض سياسية في بلادهاء وان
يتكلم بلسان الترك كلهم». وردا على قول المتصرف :... انتم كتب واساتذة لجيرانكم الفلاحين
الذين لا يعرفون القراءة والكتابة...» كتبت «الكرمل»: «يعز علينا ان يصدر هذا من ممثل لحكومة
يقتضي ان تكون هي اسستاذاً وكتياً للفلاحين [عوضا عن] ان تنتظر من اعداء الوطن ان يكونوا
اساتذة وتهتم باسناد الوظائف الى موظفين يكونون كتبا واساتذة لا مروجي آمال جمعيات
سياسية اجنبية().
لقد تراءى لنصار ان الائتلافيين الحاكمين لا يختلفون في شيء. من حيث تعاطفهم مع
النشاط الصهيونيء عن الاتحاديين الاتراك الذين حكموا قبلهم. فمهدي به. عينه الاتحاديون
بينما احتفظ بمنصبه والقى خطابه ايام الائتلافيين: الامر الذي اشعر نصار وسواه من الوطنيين
بالمرارة وافقدهم الرجاء والامل باي حكم عثماني. ورأت «الكرمل» ان ابقاء مهدي به في موقعه,
بعد خطابهء انما يدل «على رضى الحكومة الحالية عن اعمال الجمعية الصهيونية: التي تسعى
الى تأليف قومية صهيونية في البلاد السورية,7). ١
ولم تكن مرارة «الكرمل» متأتية من سياسة الاتراك فقطء وانما من زعامات البلاد ومن
صحفهاء ذلك ان تحذيراتها من الصهيونية لم تلق الاستجابة المطلوية ولا الاهتمام الكافي. ودلى
ان جريدة اخرى فعلت ذلك لصارت من اوسع الصحف انتشارء و[لصار] صاحبها اعلى قدرا
واعتبارا... اما اناء فما كسبت غير عداوة كثيرين من الزعماء والموظفين؛ وافتراءات وتزوير ووعيد
وتهديدء واصبحت غير آمن على نفسي: وفي وطني وصلت الىحد الاستجداء»!"' .والظاهران من
بواعث هذه المرارة انتقاد «المقتبس» له لتهجمه على آل تويني لبيعهم اراض في مرج ابن عامر
وسكوته على بيع قرية يملكها مصطفى الخليل وعبد الهادي عبد الهادي.
لقد دفعه توجيه «المقتبس» انتقادات اليه, ليقول: «هل يريد منتقد 'الكرمل' ان تكون
'الكرمل"” وصاحبها (التصراني) احرص منهما [الخليل وعبد الهادي] على الوطن واحق
بالمحافظة عليه؟ ف 'الكرمل* ترى وهي 'نصرانية' . انه كثير عليها بشأن المسلمين ان تحمل
على اعيان وامراء [من المسلمين] حملاتها على من يبيعون البلاد من المسيحيين» وترغب ترك هذه
المهمة ل 'المقتبس' و "المفيد' و ”الرأي" و “الائتلاف' و 'الحقيقة' والعلماء والمفتين... ان
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)