شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 289)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 289)
- المحتوى
-
ما خطر لك انه ريما بسبب زعم المسلمين بضعف وطنية المسيحيين تهتم 'الكرمل" بان لا يتحمل
ابناء دينها تبعة بيع الوطن من المسلمين حتى لا يسجل لهم التاريخ هذه السيئة». وكان ان
تعاطف الوطنيون مع «الكرمل» فكتب عزة دروزة الى صاحبها يقول: «... ما نصرانيتك بضائرتنا»
ولا كرملك يهين عليناء وتالله انك بنصرانيتك عند عارفيك من المسلمين لاعظم من كثير ينتحلون
الاسلامية,9؛»).
غير ان غمز «المقتبس» من قناة «الكرمل» لم يضعف همتها واستمرت في رسالتها النضالية
داعية لدرء الخطر السياسي والاقتصادي اللذين يتهددان الوطن والشعبء منتقدة طبقة الوجهاء
المهتمين بالسمسرة والبيع غير عابئين بالوطن والقضية, مهتمة بفضح ما يقوم به السماسرة في
الخفاء علَّهم يرتدعون.
وعندما تغاضى قائمقام الناصرة, امين عبد الهاديء عن قيام اليهود باعمال بناء في «الفولة»
بدون اذن قانونيء تساءل نصار عن معنى هذا التغاضي, فجاء توضيح عبد الهادي بان البناء
انما هو حظائر للماشية؛ لكن «الكرمل» انكرت هذا الزعم وشككت به ووسخرت من قائله: «... فنحن
لسنا اولى منه بالمحافظة على شرف القوانين وبمقاومة الصهيونية بسلاح الوطنية والقانون, ولا
نحن واهلنا نستفيد اكثر منه ومن اهله من بقاء الوطن عثمانياء لاننا لا نخاف من استيلاء
الصهيونيين لا على زعامتنا ولا على وظائفنا ومعاشاتناء بل اننا نغار على مصلحة الشعب وزعامته
على الاخص»5.
ونمي الى «الكرمل» ان انجال علي باشا الجزائري ينوون بيع قسم من قرى قرب طبريا الى
الصهيونيين بطريق الرهن؛ فسارعت لطرح الامر الى ان جاءها النفي من المعنيين).
لم تعتمد «الكرمل» في نضالها على فضح صفقات البيع والتنبيه من الخطر الصهيوني
الزاحف والتوعية فقطء وانما دعت الى انهاض اهل البلاد طالبت الفلاح بتحسين اساليبه في
الزراعة, طالبته بغرس الاشجار في اراضيه؛ طالبته بالاقتداء بالمزارع الصهيوني: ودعت الى
نهضة شاملة بانشاء جامعة وطنية لاصلاح الاحوال الاجتماعية ورفع شأن المزارع والعامل
والصانعء ومراقبة التعليم الابتد ائي والحكومات والموظفين وانشاء جمعيات علمية وشركات زراعية
وتجارية وصناعية» وطالبت بترجمة هذه الدعوة الى اعمال لانها ملت الاقوال"“). وقد يكون وراء
دعوة النهوض العلمي والاقتصادي حاجز متين للحؤول دون ضياع الوطن؛ لاسيما وان الامال
بالدولة العثمانية قد ضعفت كثيرا.
جاءت حرب البلقان العام 1517؛ فاستغلتها الحركة الصهيونية الى اقصى الحدود؛ وذلك
بالمساعدات المالية للدولة العثمانية مقايل الحصول منها على مكاسب وتنازلات جديدة. وابدت
«الكرمل», بسبب ذلك. تخوفها من ان يصبح اليهود اكثرية في فلسطين فينسلخ هذا الجزء عن
السلطنة كما انسلخ غيره. ونبهت الشعب والدكومة الى المخاطر المترتبة على هذا الامر لوقف
المخطط الصهيوني والا «فالصهيونية مالكة البلاد لا محالة» والعثمانيون خارجون منها كما
خرجوا من طرابلس ومكدونيا»7"). وفي الاسبوع الاول من كانون الثاني *151, عالجت
«الكرمل». في افتتاحياتهاء الوضع السياسي كما قيمت نضالاتها طيلة اربع سنوات في مواجهة
الخطر الصهيوني؛ ونوهت بمواقف شكري العسلي وروحي الخالدي في مكافحة الصهيونية داخل
مجلس النواب العثماني, ثم حملت بشدة على الزعامات التي تتغنى بالوطنية نهارا وتمايس
السمسرة ليلا لبيع الاراضي لليهوب: وابدت بعض الارتياح لان «عددا كبيرا من المفكرين العرب»
٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39476 (2 views)