شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 290)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 290)
- المحتوى
-
وصحافيين وموظفين حكومة محليينء قد ادركوا الان اخطار الصهيونية وغدوا يحاربون معنا هذا
الخطر!(؟).
لقد استغلت الحركة الصهيونية حرب البلقان ايما استغلال لانشغال السلطة' العثمانية
بالحزب وتغاضيها عن صفقات بيع الاراضي في مناطق متعددة؛ الامر الذي اثار استغراب نصار
فكتب مقالا عنوانه «هجوم من كل الجهات يا هو واحدة واحدة» تساءل فيه «... ما هذا الهجوم
من كل الجهات؟ ايريد الصهيونيون ان يستولوا على فلسطين دفعة واحدة, او يريد اهلها ان
يبيعوها؟ ام هي فرصة يريد الصهيونيون اغتنامها في عهد الحكومة الحاضرة؟ اين الاوامر بمنع
البيع لهم وباسمائهم المستعارة؟ اين حزب الائتلاف الذي كان يشكو من ترخيص الاتحاديين
للصهيونيين بالتملك والتوطن في فلسطين؟ لماذا لا نسمع له صوتا؟»!"".
ومع تزايد بيع الاراضي وتغاضي السلطة العثمانية» كان احساس نصار بفداحة الخطر
المتزايد» وبات يتخوف من أن يتهدد هذا الخطر الوجود الفلسطيني ومن ثم العربي «يبدو لنا ان
الحركة الصهيونية تتقدم بانتظام ونحن نتقهقر ونطبق حركة تقهقرنا على النظام»(*).ويدا له ان
الحركة الصهيونية جادة في تحقيق تطلعاتها وانها ستنتزع اخصب اراضينا «وتحل فيه محلناء
وتوجد لها قومية وتقيم حكومة على حسابنا ...."0).
لقد احنق نصار واثاره مضي الزعماء والوجهاء في التواطؤ مع السلطات المحلية لاتمام
صفقات البيع رغم التحذيرات وتبيان المخاطر فحمل عليهم بعنف: «اليوم تقررون وتبيعون
وتنقصون عديدكم وثروتكم بايديكم وباختامكم وتزيدون عديد الغير وثروته وملكه, فاذا قوي عليكم
وعاملكم كما يعامل القوي الضعيف. فالى من تشتكون وعلام تعتمدون,6579.
وكرر نصار انتقاد اته للزعماء السماسرة الذين لم يعبأوا بتحذيراته واستمروا يتغنون بالوطنية
نفاقا ويمارسون السمسرة لبيع الاراضي عملياء وتساءل بمرارة مستغربا: «... ماذا يكون شعورنا
واعتقادنا بالشعب الذي مازال زعماؤه وكثيرون منهم من طلبة الاصلاح والمتظاهرين بالغيرة على
سلامة الوطن يبيعون للصهيونيين ويشتغلون لهم كسماسرة»11").
ولم يغب عن بال «الكرمل» انتقاد السلطة المحلية في فلسطين لتسهيل افرادها عمليات البيع
لليهود, ومن هؤلاء متصرف عكا وقائمقام حيفا وقائمقام صفد الذي اصبح اداة بيد الصهيونيين.
ولقد قام بتحذير متصرف عكا الجديد لافتاً نظره «الى اهمال شؤون اللواء خلال السنين الاربع
الاخيرة ولم ير فيه الا البيع للصيهونيين ودخول مهاجري الصهيونية ومهاجرة اهله منه الى البلان
الغربية»(65.
وبسبب حملات نصار المستمرة للسلطة قدم الى المحاكمة للمرة الثالثة. فقد كانت المرة
الاولى عندما قامت وزارة العدلية في الاستانة بتقديم دعوى ضده بحجة الطعن باليهود, ثم قام
متصرف عكا برفع الدعوى الثانية بسبب مقال كتبه بعنوان «كلنا بياعون»01". لكن المحاكمات لم
تكن لترهب الرجل او تضعف عزيمته, فعاد يدعو الى النهوض, مطالبا باصلاح.المدارس ونشر
التعليم وتحسين الزراعة واستثمار الموارد وحفظ الصناعة التقليدية وتأسيس الجمعيات لنشر
الروح الوطنية وتعويد الشعب الاعتماد على النفس67.
وكان يؤل ان لا تلقى تحذيراته سوى استجابة محدودة للغاية لاتفي بالغرض المبتغى رغم
تكرارها ورغم المخاطر المحدقة التي داب على الاشارة اليهاء في حين كان لتلك التحذيرات صدى
واسع في المهاجر. فرجال السلطة المحليين والسماسرة والمواطنونء في ارض الوطنء لا يسمعون ولا
ندل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)