شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 298)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 298)
- المحتوى
-
ووجهت الرواية بردود فعل متعددة بين مؤيدة ومناهضة . ففي حين رأت جريدة «المحروسة»
ان الدعوة القومية تبذر الشقاق بين بني الانسانء اعتبرت «فتى العرب» ان القومية هي السلاح
الوحيد لمحارية الصهيونية والمطامع الاجنبية. أما «الكرمل»», فقد عقبت على ما جاء في «المحروسة»
بان عليها ان تغدق بنصائحها على اليهود الذين يعملون لخدمة العنصرية الصهيونية منذ أمدٍ
بعيد.
وظهر تراجع نسبي في مواقف بعض من كانوا يدعون الى التفاهم؛ من امثال رفيق العظم
الذي عاد عن بعض مواقفه السابقة فأبدى شكوكاً ازاء النوايا الصهيونية دون ان يتخلى عن طرح
مسألة الوفاق المشروط بحسن النية الصهيونية؛ عملا لا قولاً. وحسب رأيه؛ فان هذا الوفاق يتم
عبر مؤتمر يشارك فيه الصهيونيون «اذا وافقوا» ولجنة حزب اللامركزيين (الذي يتزعمه العظم).
وستقوم لجنة اللامركزيين ببذل المساعي لدى الزعامات الفلسطينية للاشتراك في المؤتمر. وكان ان
تبنت «المقطم» وجهة نظر العظم في محاولة متعمدة لجعل الرأي العام يركض وراء سراب©).
لكن حملة التضليل هذه لم تكن لتنطلي على اصحاب الاقلام المناضلة التي ناهضت الدعوة
الى المؤتمرء وكان من بينهم عيسى العيسى ومحمد المحمصاني. غير ان رد نصار كان الاكثر عنفاً
وصلابة. فقد بدأ هجومه على «المقطم» بالقول: «على رغم كون صبيان الازقة ما عادوا يجهلون
مطامع الصهيونية ومراميهاء ف "المقطم'' لاتزال تنشر لمن تسميهم زعماء الصهيونية اقوالا
تمهيدية؛ المقصود منها ذر الرماد في الاعين, [فحواها] ان الصهيونيين يريدون الاتفاق مع العرب
وانهم مخلصون للعرب والدولة...». ويطلب من «المقطم» «التي نالت شهرة واسعة ومالاً وفيراً على
اكتاف العرب» ان لا تستمر حملة التضليل والخداع؛ ففي ذلك «أيلام العواطف واضعاف الثقة
بجريدة يريد العرب ان يضعوا كل ثقتهم فيهاء"".
ولم يتوقف نصار عند حدود التصدي ل «المقطم». فقد وجه نقده العنيف, صراحة ومباشرة,
الى رفيق العظم زعيم جمعية اللامزكرية متهماً اياه بالتباين في المواقف, ان يتكلم عن الخطر
الصهيوني حيناً. ويدعو الى التفاهم والاتفاق مع الصهاينة اثر اقتراح تفاهم تضليلي دعا اليه
زعيم صهيوني على صفحات «المقطم» حيناً آخر. ويتساءل نصارء بدهشة؛ كيف يقوم التفاهم مع
الصهيونيين وهم يقولون على رؤوس الاشهاد ان فلسطين وطنهم القومي وهم اصحاب الحق في
هذا الوطنء «فكيفء اذن, يمكن الاتفاق مع قوم اجانب يعملون على نزع وطن العرب من ايديهم
واقامة وطن وملك لهم فيه». وفي رد على قول العظم انه سيقنع وجهاء فلسطينيين لحضور مؤتمر
التفاهمء قال نصار: «لى علم الزعيم ان مصائب فلسطين تأتيها من بعض سراتها اكثر مما تأتيها
من الصهيونيين, لان هؤلاء هم ْماسرة الصهيونيين والبياعين لهم: لما قال ان لجنة الحزب تسعى
لدى السراق»!".
لقد دفعت مواقف الزعامات البرجوازية: من امثال رفيق العظم وحقي العظم. صاحب
«الكرمل» الى فقد ثقته بكل الزعامات: ورأى في الشباب والفلاحين الامل الوحيد.
ولم تتوقف الاقلام المناضلة التي تضامنت مع نصار في الرد على الصهيونيين. فعيسى العيسى
فنّد زيف دعاة التفاهم بالتقاط ما قاله نوردى. احد قادة الحركة الصهيونية؛ من «انناء لمجرد أننا
صهيونيون, لا يمكننا ان نمتزج أو نندغم بالاهلين». وعن الادعاء باخلاص اليهود للدولة
العثمانية» يورب العيسى من كتاب اوسشكين «برنامج الصهيونية 4 150» «... ان السبب في عدم
نجاح الحركة الصهيونية [هو] لاننا لم نهتم باستمالة الدول الاجنبية للعمل من اجلناء وقد
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39476 (2 views)