شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 574)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 574)
- المحتوى
-
يافا.
في الايام التالية, قام العرب باغارات على المستعمرات القريبة من مدنهم ودمروا بعضها.
واصطدمت الشرطة مع الثائرين في يافا فقتلت إمام أحد المساجد وعرباً آخرين. وفي صفدء
خرج الناس من المسجد وهاجموا الحي اليهودي وراحوا يخلعون ابواب المحلات التجارية
ويشعلون النار فيهاء فقامت الشرطة, آنذاكء بنقل اليهود. وخصوصاً النساء والاطفال؛ الى
دار الحكومة, حيث بقوا ثلاثة ايام. ثم استقدمت الشرطة نجدة من خارج المدينة؛ واشتبك
الجميع مع العرب الثائرين واسقطوا قتلى وجرحى. اخيراً. تمكنت القوات البريطانية من قمع
الانتفاضة واعتقلت السلطة الكثيرين: وحاكمتهم؛ وأعدمت البعض وسجنت آخرين. لكن:
بعد هدوء الحالة في صفدء اعتصم عدد من شبانها بالجبال: لأكثر من عام؛ وراحوا يزعجون
سلطة الانتداب.
في الثلاثينات. دخل عامل جديد الى العمل الوطني الفلسطينيء هو بروز نجم الشيخ عز
الدين القسام. وهو سوري من جبلة؛ درس في الازهرء في القاهرة» وكان من اساتذته الشيخ
محمد عبده. وبعد رجوعه الى سورياء مارس الؤوعظ والتدريسء وسسرعان ما ظهرت لديه دوافعه
الوطنية؛ فاشترك في مطلع العشرينات مع الشيخ صالح العلي في الثورة ضد الفرنسيين,
وحكمت عليه المحكمة العسكرية الفرنسية بالاعدام, ففرٌ الى حيفا سنة ١1577 واستوطن
جامع النصر وديس في المدرسة الاسلامية» ثم صار خطيباً لجامع الاستقلال في حيفاء
ومأذوناً. ١
وشيئاً فشيئاً. اخذ الشيخ القسام يعمق علاقاته بالناس وبالمجتمع: ويهيىء الج لكي
يبني منظمة سرية مسلحة. وبنى, اخيراًء منظمة, لم تخلّف وثائق كافية لا عن مدى اتساعها
ولا عن مراحل نشوبها؛ وانما المعروف عنها انها كانت تتألف من حلقات مفصولة عن بعضها
وتلتقيء في الذروة» به نفسه. اما اعضاؤهاء فكان مطلوب منهم تأمين سلاحهم ودفع
اشتراكات من اجل النفقات العامة والحصول على المزيد من الاسلحة.
في البداية, قامت المنظمة بسلسلة من العمليات الخاطفة ضد المستعمرات الصهيونية
وضد الدوريات البريطانية؛ وتوزعت الاشتباكات في قرى عديدة:؛ مما أثار القلق لدى
الصهيونيين وبسلطة الانتداب على السواءء ولا سيما ان المقاتلين كانوا غير معروفين» يظهرون
ويختفون كالأشباح. وبعد اكثر من سنتين على بدء العمليات اي في العام 2151 قرر القسام.
الثورة العلنية من اجل رفع معنويات الجماهير ومن اجل تكذيب الاشاعات التي ريّجتها سلطة
الانتداب والتي زعمت ان اعمال القساميين إجرامية وغايتها النهب.
وفي ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) 1575., عقد اركان المنظمة القسامية: في حيفاء
اجتماعهم الهام الذي قرروا فيه الخروج الى الجبال والثورة» وهبوا كلهم الى تنفيذ القرار
واختاروا ان يتوزعوا في احراج يعبد (قضاء جنين). لكن البريطانيين عرفوا بتحركات
القساميين, اوببعضها على الاقلء فحاصروا الاحراج بقوات كبيرة راحت تناوش الثوار أياماً
ثم وقعت المعركة الكبرى في ١؟ تشرين الثاني (نوفمبر) :.١515 واستمرت ضارية» قبل الظهر
وبعده. فاستُشهد الشيخ القسام وعدد من رجاله وجرح وآسر آخرون, واستطاع بعض
المقاتلين اختراق الحصار والوصول يجثة القسام الى حيفا.
أثار استشهاد القسام ضجة كبيرة في كل انحاء فلسطين, واكتظت حيفا بالوفود القادمة
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed