شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 595)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 595)
- المحتوى
-
العسكرية الفلسطينية يتطلب تقييم المنهج الذي يوجهها على كل مستوى تكتيكي وعملياتي
واستراتيجي» » قبل تقييم النواحي الفنية والتنفيذية.
يتضح على الفور أن مناقشة استراتيجية وأهداف حركة المقاومة الفلسطينية هي مسألة
سياسية: فما هي, »اذا ضرورة مناقشة الممارسة العسكرية في هذا السياق؟
تشهد الساحة الفلسطينية تداخلاً شديداً بين العوامل السياسية والعسكرية لا تعرفه
أية حركة مسلحة معاصرة اخرىء نظراً آلى تعقيد الوضع العربي وحالة التشتت الجغرافي
الفلسطيني, الى حد أن مجرد بيان سياسي تصدره قوة اقليمية أو دولية رئيسة يمكن أن يأتي
بعواقب جسدية على الحركة الفلسطينية ؛ مما يعني أن كل تحرك سياسي» أ حتى دبلوماسي,
سينعكس على الارض عسكرياً . ويظهر في المقابل, أن كل أختيار للتكتيكات أو الاستراتيجية
العسكرية سيأتي بانعكاسات سياسية ودلالات فكرية وأخلاقية. فيتسم تقييم الممارسة
العسكرية بأهمية حيوية بالنسبة الى مناقشة القضايا السياسية لحركة المقاومة الفلسطينية.
لقسد ادت ظروف الشعب الفلسطيني بين 153719544 الى فقدان الهوية الوطنية
والتشتت السياسي والتنظيمي؛ مما جعل من إعادة الهوية وبلورة المواقف السياسية هدفاً
حيوياً للحركة الفدائية الناشئة. . وقد قدمت هذه الحركة المثال في اعتناق عقيدة الكفاح المسلح
وفي تنفيذ العمليات العسكرية, منذ بداية العام 19764: مما اتاح أنجاز الهدف المذكور وأتاح
أعادة الشعب الفلسطيني الى الخارطة السياسية الدولية كما تبين من خلال سلسلة
الاختراقات الديلوماسية في السبعينات وأوائل الثمانينات. وأدى هذا التطور التاريخى الى
الاستنتاج المنهجي أن الانجاز المسكري الفلسطيني يقاس بالمردوب السياسي والمعنوي
وليس بمعايير جامدة كعدد الشهداء أ الاعداء القتلى أى كمساحة الارض المفقودة أو
المسترجعة. واذ يصح هذا الاستنتاج كلياً الا انه لا يلغي اهمية تطوير الممارسة العسكرية
كي يتنامى المردود السياسي. فيجب اكتشاف الحد الفاصلء الدقيقء بين إدراك غلبة
الحساب السياسي على المردود العسكري عند تقييم الاداء العسكري الفلسطيني» وبين عدم
الاقرار بأهمية التأثير المتراكم, سلباً أم ايجاباً. لمستوى التنفيذ الميداني ولمحصلة الاداء
التكتيكي والتقني على المردود السياسي العام.
يؤدي الالتباس حول تحديد المعايير لقياس الاداء العسكري وحول تحديد التوازن
الصحيح بين المردود السياسي والعسكري, إلى عدة أخطاء منهجية, ٠ فيشيع خط مفاده
انتقاد تلك العمليات العسكرية الفلسطينية التي تهدفء تحديداً » الى تحقيق نتيجة سياسية
أى دبلوماسية أو معنوية أو إعلامية فورية معينة كالعمليات الاستعراضية أو التي تنفذ
بمناسبة محددة للتذكير بوجوب الشعب الفلسطينيي أو عرقلة تحرك دبلوماسي معاد ما أو
التعبير عن التمسك باسلوب الكفاح المسلح وكأن تلك العمليات لا يمكن لها أن تجسد
استخداماً فاعلاً للاداة العسكرية ضمن المجموعة الواسعة والمتنوعة للاشكال النضالية.
ويرافق هذا الخطاً الميل الى تقييم الممارسة العسكرية الفلسطينية من خلال معايير تقنية
جامدة لا تأخذ في حسابها الخصوصيات السياسية والتاريخية للحالة الفلسطينية» كالمقارنة
بتجاربي حرب العصابات السوفياتية. والصينية» والفيتنامية, والكويية, أو اللجوء الى
حسابات أعداد القتلى والاليات المعطلة وما شابهها. إن من يرتكب هذين الخطأين يسيء فهم
حقيقة تشابك العوامل السياسية والعسكرية ومدى التأثير المتبادل فيما بينهاء وينسى أن
ع؟ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39371 (2 views)