شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 600)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 600)
المحتوى
الانزال لتسيب القدر الاكبر من الارباك والقتل والضجة . ويعني ما سبقء أولاً؛ ان المخططين
لم يروا فرقاً ملموساً بين هدف ميداني وآخرء وبين المردوب السياسي ‏ المعنوي لكل نوع من
العمليات. ويشكل ذلك إما جهلاٌ أو عدم اكتراث, فيما يشكلء للفارق في الوقع على الجمهور
الاسرائيني والعالمي بين عملية تستهدف وزارة الدفاع أو الوحدات العسكرية وبين اخرى
تصيب المدنيين بلا تمييز. ويعني ما سبق, ثانياًء ان المنطق الموجّه للعمليات البحرية يرى
أهميتها في مجرد حدوثها وإثارتها للضجة الاعلامية وليس في نجاحها ميدانياًء ولا يرى أو لا
يكترث لكون إن كل تكتيك وكل هدف عملياتي له عواقب وآثار مختلفة سياسياً. فهل تريد
القيادة الفلسطينية. مثلاء ارهاب أن ارغام أى اقناع الجمهور الاسرائيلي وقيادته بسياسة
معيئة؟
ويبدى أن وفرة الامكانيات تث تشجع على عدم تقييم العمليات تقييماً نقدياً صارماً فيما بعد»
حيث يعوض وجود الامكانيات: الوفيرة عن ضرورة إجهاد العقل للخروج بحلول تكتيكية
إبداعية ويعوض حتى عن الاضطرار إلى التشكيك بصحة الاستراتيجية بزمتها. ويعود هذا
الميل إلى سوءٍ فهم الترابط الحيوي بين العنصر السياسي والعنصر العسكريء كما يعكس
محاولة عدم الاقرار بضرورة التغيير من خلال الاغراق بالعمليات وصوت إطلاق النار.
والسخرية هي أن طغيان الشعور بضرورة تحقيق المكاسب السياسية بأي ثمن يؤدي إلى
الشعور بأن دأي كلام» (بالاصطلاح الشعبي) عسكرياً سيحقق الحد الادنى المطلوب
سياسياً. وكأن الأهداف السياسية لا تحتاج الى معايير صارمة لقياس الاداء والانجاز مثلما
تحتاج الممارسة العسكرية!
تعكس العمليات البحرية الفلسطينية حقيقة مريرة هي ضعف العمل العسكري -
التنظيمي داخل الارض المحتلة والذي لا تقدر القيادة الفلسطينية أن تعتمد عليه لتحقيق
الاهداف السياسية نفسها التي تسعى العمليات البحرية إلى تحقيقها. ققد عانى العمل
السري في الداخل, على الدوام؛ من شوائب أساسية أدت الى تراجع واضح في عدد العمليات
واتساع رقعتها الجغرافية. وصحيح أن فترات متقطعة نشأت حين نما العمل ومثلا بعد عقد
اتفاقية كمب ديقيدء غير أن هذه الحالات النادرة أكدت القاعدة العامة بتدني العمل بدلا من
إلغائها: وتمثلت أهم عيوب العمل السري في الحجم الكبير للخلايا ومحاولة بناء الشبكات
الواسعة المترابطة؛ وفي عدم اتباع التدابير الأمنية الصارمة من قبل العاملين في الداخل
والخارج على حد سواء, مما أدى الى اعتقال أو مقتل أو هروب العشرات في كل مرة قبض فيه
على فرد واحد من أفراد أية خلية. وشملت العيوب الأساسية» أيضاً » قيام نفس الافراد أو
الخلايا بالنشاط العسكري والسياسي والتنظيمي دون تمييز مما خلق ثغرات أمنية وأعاق
التخصص وسوعء اختيار وتهيئة الاعضاء الجدد واقتضاب تدريبهم ‏ العسكري ي وأا لأمني . وقد
تعلم بعض القائمين على هذا العمل خلال عقد السبعينات, درووساً أولية من هذه التجربة,
كما دل اللجوء إلى الخلايا الصغيرة أوحتى الفردية وقصل النشاط العسكري عن السياسي
أى النقابي وما شابه. غير أن الوضع الاجمالي لم يختلف جذرياً في منتصف الثمانينات عنه
في بداية السيعينات بعد خروج حركة المقاومة من الاردن» حيث ما زالت نسبة عالية من
الخلايا تسجل مستوى متدنياً من النشاطية؛ وما زالت الأستخبارات الاسرائيلية تكتشف
الشبكات الكبيرة. ولعل السمة البارزة في العمل السري الفلسطيني في الارض ال محتلة؛ والتي
0
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Not viewed