شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 603)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 603)
- المحتوى
-
والنتائج المحققة. وتجدر الاشارة إلى ان الملاحظات التالية تتعلق بالعمل العسكري الذي
قامت به القوات الفلسطينية المتفرغة حتى أيلول (سبتمبر) 15487ء أي قبل ترحيلها إلى
شمال لبنان, وبالعمل الذي قامت به الخلايا السرية في مخيمات صيدا وصور.
تتمثل أهم الدروس العملياتية باتباع الاجراءات العسكرية المطلوية عند القيام بعمل
عسكري منظم ومؤّثر. فقد تم تخطيط العمليات تخطيطاً جيداً أخذ في الحسبان المتطلبات
والاهداف المرجوة والعواقب المتوقعة؛ كما تم استطلاع الاهداف والمناطق المجاورة لها وطرق
الانسحاب أو نقاط الاختباءء استطلاعاً دقيقاً وأحياناً متكرراً. وقد اختيرت المجموعات
القتالية من حيث حجمها وتركيبها وتسليحهاء بدقة. كي تناسب الامكانيات الذاتية وطبيعة
الهدف. ثم لحق تنفيذ العملية تسجيل حيثيات التحضير والتنفيذء من أجل تقييم التجارب
وتعلم الدروس. ويلاحظ أن المخططين أصروا على التنويع في كافة النواحي» أي في طبيعة
الاهداف (القوافلء والدوريات الراجلة, والمواقع الثابتة, والأفراد) وطريقة مهاجمتها
(الاسلحة المباشرة كالرشاشات والقواذف الصاروخية؛ والصواريخ؛ والعبوات الناسفة)
وتوقيت ذلك (ليلاً أى نهاراً) ومكان ذلك (الشوف, والساحلء والمدنء والقطاع الاوسطه
والقطاع الشرقي). كما اتبعت الخلايا السرية تحت الاحتلال اشكالاً تنظيمية مناسبة لا تؤدي
إلى كشف طرق العمل أوبقية آفراد الخلية أو الشبكة عند القبض على أحد اعضائها من قبل
العدى.
يُفترّض أن اتباع هذه الاجراءات العسكرية يشكل امراً تلقائياً وطبيعياً لدى أية مجموعة
تصارس النشاط المسلحء وقد طبقتها القوات الفلسطينية ضمن حدود أدنى في اواخر
الستينات, إلا أن حلول السكون على جميع الجبهات العربية وتحول القوات الفلسطينية نحى
التشكيلات العسكرية الكبيرة خلال السبعينات. أدى إلى تراج ملموس في تطبيق هذه
البديهيات. وقد عزز هذا الاتجاه السلبي التورط, طوعاً آم قسراًء في الصراعات الغربية
الداخلية مما حمل انعكاسات نفسية سلبية على المقاتلين الفلسطينيين الذين باتوا يشعرون
نهاية, بأنهم يقاتلون في غير موقعهم الطبيعيء وجعلهم غير آبهين للتفاني العسكري .على أي
حالء فإن اعتماد هذه الاساليب العسكرية الناجمة قد أضفى طابعاً ايجابياً بالغاً على العمل
العسكري الفلسطيني في لبنان بعد ايلول (سبتمبر) 15487. وتجسد ذلك بمعدل مرتفع من
النشاط العسكري ومن الخسائر الاسرائيلية: وكذلك في انجازين هامين هما تخفيض الخسائر
البشرية العسكرية الفلسطينية اللبنانية إلى نسبة ١ إلى ٠١ فحسب من الاصابات
الاسرائيلية وتنفيذ العمليات دون حاجة للاضطرار إلى انفاق الأموال الطائلة عليها. أي ان
نسبة المردوب إلى الكلفة كانت مرتفعة جداً.
وقد جاءت مساهمة هامة في خلق الظروف المؤاتية للعمل المسلح الواسع النطاق؛ في
المواقف والشعارات السياسية التي جرى في ظلها النشاط العسكري. فتمثت الدروس
السياسية في تحديد هدف واضح قابل للتحقيق» يجمع القوى الشعبية والحزبية ويوحدهاء
آلا وهو فرض الانسحاب الكامل على قوات الاحتلال, وفي التعامل مع كافة القوى وتقديم
العون التدريبي والتسليحي لهاء رغم آية اختلافات سياسية أو عقائدية. كما شملت الدروس
تشجيع المقاومة المدنية وتنمية دورها المباشر وغير المباشر في التأثير على الاحتلال نفسياً ومن
خلال إرباكه وتشتيت قواه. وقد تعلم المقاتلون العرب أن يواجهوا العمل العسكري والسياسي - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed