شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 610)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 610)
- المحتوى
-
م عند مراجعة السجلء ان اهم الانجازات التي حققتها حركة المقاومة الفلسينية,
نشأتهاء تمثلت باعادة الهوية ووضع الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية
العالمية. واذا كانت حركة المقاومة قد وضعت تلك الانجازات كاهداف لها منذ البداية, فإنها
حققتها بالاداة العسكرية التي كانت متوفرة لديها . لكن حين حددت م.ت.ف. لنفسها أهدافاً
اخرى كان يُفترض انها قابلة للتحقيق أيضاً من حيث المبدآ بسبب تواضعها الظاهري (اقامة
الدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة بواسطة التفاوض بد من تحرير كامل التراب
الفلسطيني بالكفاح المسلح) لم تعد الاداة العسكرية قادرة على خدمة تلك الاهدافء فيما
عجزت القيادة عن ايجاد تكتيكات عسكرية جديدة ملائمة. وقد تكررت هذه الحالة بعد حرب
حين افتقرت القيادة الفلسطينية الى اداة قادرة على تلبية احتياجاتها في تحركها
العربي والدولي سعياً وراء تحريك المبادرات الدبلوماسية.
عانت حركة المقاومة الفلسطينية إذاً» من خلل جوهري في بناء وصيانة الاداة العسكرية
القادرة على تحقيق الاهداف الاستراتيجية, أي بحيث يتناسب شكل الاداة التنظيمي
وتسليحها وتدريمها وعقيدتها القتالية تحديداً مع تلك الاهداف. وقد ظهر ذلك بوضوح بعد
العام ؛,, ويبعد انشقاق حركة «فتح» فق ربيع امول حين بحثت قيادة م .ت.ف. عن
وسيلة عسكرية ترد بها اعتبارها وتؤكد استمرار وجودها ونفوذهاء فلم تجد ما تحتاج إليه؛ بل
وقد بات من شبه المستحيل أن تجد ما تحتاج إليه. ولم ينتج ذلك النقص. في النهاية؛ عن
الظروف الخارجية وحركة الانشقاق والضغط السوريء بقدر ما نتج عن الاهمال طويل الأجل
للاداة العسكرية والتنظيمية. وجاء أبرز مثال على ذلك ليس في لبنان, بل في الارض المحتلة
حيث اتيحت الفرصة للعمل ضد العدو الاسرائيلي بحرية ومأمن من القيود العربية. فلو كانت
العناصر التنظيمية موجودة هناكء لوفرت الأساس للقيام بعمل عسكري ناجح وعلى نطاق
واسع الى حد كاف لخدمة احتياج م.ت.ف. السياسي. فقد عاد الفضلء إذاء في بعض العمل
العسكري الناجح في لبنان والارض المحتلة ليس إلى العمل المضني الذي بنته القيادات
الفلسطينية عبر السنوات؛ بل مرة اخرىء إلى بعض الضصباط والأفراد المندفعين' أو إلى
الجماعات المستقلة الناشئة التي لا تدين لقيادة م.ت.ف. أو الاطراف الاخرى بوجودها
أصلا (ولو دانت الى حركة المقاومة بمثال العمل العسكري وعقيدة الكفاح المسلح).
لكن يدل قصر النظر الذي أبدته مختلف القيادات الفلسطينية: منذ بداية السبعينات.
والذي منعها من تهيئة الادوات العسكرية والتنظيمية لخوض المعارك القادمة بعد سنوات»
على غياب الاستراتيجية الشاملة بعيدة المدى. فكان مؤسسى «فتح» يعتقدون؛ حتى خَربِ
العام :١11717 بأن عملهم العسكري سيوّدي الى اندلاع الحرب الشاملة التي تتدخل فيها
الجيوش العربية لاكتساح اسرائيلء ضمن ما عُرف باستراتيجية «التفجير المتسلسل». وحين
.تم تحطيم الجيوش العربية واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة المكتظين في حزيران (يونيو)
17 ؛: سارعت قيادة «فتح» إلى بناء «القواعد الارتكازية» على أمل تكرار تجرية ثورة ١9371
التي شهدت حالة تمردية كان أساسها العصابات المتحركة في الجبال والاضراب العام في
المدن. وظهرت العبارات الخاصة باستراتيجية «حرب العصابات» و«الحرب الشعبية» لتدل
على الانتقال المزعوم من الاعتماد على جيوش الدول العربية الى الطاقات الجماهيرية
الفلسطينية والعربية. غير أن هزيمة نمط «القواعد الارتكازية» قذف بحركة المقاومة, برمتها,
: - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6642 (5 views)