شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 612)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 612)
المحتوى
الاطمئنان النفسي الوهمي لدى القيادة الفلسطينية حين أشعرها دفق التأييد السياسي
والمتطوعين بأنه سيظل لديها وفرة من البشر المستعدين لتنفيذ السياسيات العليا مهما كانت.
والملحوظ في الأمر أن هذه القيادة, حين واجهت مأزق افتقارها إلى القوة الذاتية وإلى الحلول
النظرية في آنء في فترة ‎1917/١‏ -151/78» لم تدرك خطأ سياساتها ومنهجها ولم تع حاجتها
إلى العبل الصبور في إطاز استراتيجية بعيدة المدى؛ بل قبضت على القشّة الأولى التي
وجدتها لتعوم على وجه الماء: قشّة الاسناد الرسمي العربي والضمانات الدولية.
انعكس غياب الاستراتيجية الشاملة: أيضاًء في عجز مختلف التنظيمات الفلسطينية
(أى التي مارست العمل العسكري منها) عن خلق أسس الاستمرارية الحقيقية في عملها
التنظيمي - العسكري وخصوصاً في الارض ال محتلة؛ فاضطرت جميعها الى إعادة بناء العمل
مجدداً؛ من الصفرء. بعد كل ضيرية تلقتها. وقد نتج فقدان الاستمرارية؛ الى حد بعيد» عن
إعادة استهلاك الموارد البشرية والمادية المتوفرة لتغذية العمل الآتيء بدلا من الاحتفاظ بجزء
منها لاغراض مستقبلية. فتوجه الجميع؛ مثلاً: إلى بناء الخلايا التنظيمية المقاتلة في الأرض
المحتلة على جساب بناء الكوادر القيادية التنظيمية التي تؤمّنء وحدهاء ضمان استمرارية
العمل العسكري. ويؤكد صحة هذه الملاحظة أن بعض-النمو الاخير في العمل. الحسكري في
الارض ا محتلة يعوب إلى نشاط السجناء السابقين الذين أطلق سراحهم: فوظفوا خبراتهم في
توجيه الغير. لكن لم ينته سوء توجيه واستخدام الموارد» وخاصة أن الشعور الداهم بضرورة
تنفيذ عمل ما مهما كانت الظروف الموضوعية والاعتبارات الذاتية المانعة 'ما زال يؤدي إلى
استخدام أية موارد بشرية متوفرة دون حساب ملاءمتها للمهام المنوطة بها واحتياجات
المستقيل.
يذكشف افتقار حركة المقاومة إلى من ينفذ الاستراتيجية العسكرية «على الطلب» في ميل
قيادة م.ت.ف. نحو قذف المشكلات بالمال لعلها تزول» ولعله يمكن تنفيذ العمل العسكري
بواسطة المال. فقد ساهمت:م.ت.ف. بخلق وضع يعجز فيه الناس عن التحرك إذا لم تتوفر
لديهم الامكانيات الكاملة من قبل الغير. وقد نشات هذه الحالة خاصة في الارض المحتلة حيث
يصعب فيها الاتكال على الدعم الخارجي اكثر منه في أية منطقة اخرى؛ وأآدى الميل إلى
استخدام المواره المالية بكثرة ودون تمييز إلى تقويض الابداع التكتيكي والتفكير المستقل
وروح المبادرة وإلى تذكية نفسية مرتزقة. فيلفت الانتباهء على الصعيد العسكريء ان العمل
المتقدم» نوعاً وكماً؛ في الارض ال محتلة؛ في الآونة الاخيرة: يقوم به افراد بلا تمويل خارجي . ولا
يكمن الخطأ في استخدام كل ما توفر من موارب بما فيها المالية, ومثلاً لشراء الاسلحة في
الارض المحتلة من الجنود الاسرائيليين, بل يتمثل في محاولة تحقيق بواسظة ا مال ما لا يقدر
المال عليه؛ وفي عدم تحقيق ما يقدر المال عليه فعلاً كبناء الملاجي من الجودة والكمية
المطلوبتين في المخيمات وفي توفير الخدمات الطبية والصحية وغيرها.
وكثيراً ما تم تفسير أي تقصير مثل عدم توفير الامكانيات المادية الكافية لوحدة أو خلية
أو مخيم ماء وتم تفسير اللجوء إلى حلول غير مرضية للمآزق الطارية («الترقيع»)؛ بالقول أن
«الظروف تفرض ذلك» أى «أننا محكومون بالوضع السياسي» ‎٠‏ وقد عكست هذه الاقوال, في قن
الواقع؛ نزعة إلى التسليم بالامر الواقع وعدم مشاطرته فور نشوئه . وكان يعني ذلكء أولاً: أن
الخصوم هم الذين خلقوا الوقائع الجديدة, وثانياً ان الطرف الفلسطيني كان يسلّم بها على
امن
تاريخ
مارس ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1174 (15 views)