شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 616)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 616)
- المحتوى
-
استمرار وجوده هناك عبر فرضه بالقوة أو بملامح القوة حين أخفقت «التضبيطات»
السياسية التي لجأ إليها. ويتذكر أهل قرية حناويه قرب ضور (على سبيل المثال) والتي
اقتحمتها «القوات المشتركة» ليلا وخطفت وقتلت بعض أبنائها بعد تطويقها وقصفهاء كيف
ترجم البعض في حركة المقاومة إصرارهم على البقاء إلى ممارسة عسكرية فعلية. كما يتذكر
الفدائيون الذين تحولوا إلى شرطة في قرى الجنوب اللبناني مرارة ذلك التحول.
الوسيلة العسكرية إلى أين؟
نقف اليوم أمام أسئلة كثيرة, لها أجوبة محدودة: كلها صعبة. ماذ! نريد؟ وهل أن
الوسيلة العسكرية لتحقيق الغايات هي الوحيدة الصالحة أو حتى الأهم؟ وإذا كان الردٍ
بالايجاب, فما. هو شكلها وما هي معاييرها السياسية والأخلاقية؟ هل يوجد معيار آيضاً
لقياس القعالية بمعيار المردوب الفعلي الذي يبدأ الشعب الفلسطيني باكتسابه وملامسته بعد
سنوات من العطاء؟ فنرى اننا فقدنا الأهدافء العامة والمرحلية؛ فلم يعُّد بإمكان وسائلنا أن
تلائم غاياتنا الغائبة: ولم تِعْد لدينا الامكانية لتقييم تلك الوسائل وتطويرها أو تغزيرها. بل
صرنا نفعل لمجرد أن الفعل مهم, دون معرفة ماذا سنجني وماذا سيخدم. نهايةء ذلك الفعل.
وصار الواحد منا جالساً ف مكتبه أو مسترخياً في قاعدته؛ لا يهتم بحفرتخندق فردي مع أنه
يعلم أن الطيران الاسرائيلي عائد لاصطياده اليوم» كما في الغد؛ وكما كان في الامس. لكن مع
فقدان الاهداف فقدنا الدافع. وبات يتساءل شعبنا في اماكن تشتته: ماذا استفدنا وماذا
اكتسبنا بفضل دماء الآلاف من آبائنا وامهاتنا واطفالنا؟ فلم يبخل شعبنا بدمه في يوم من ٠
الأيام, وكان يدرك أن تأييد العمل العسكري الفلسطيني سيدفع ثمنه غالياً؛ وقبل أن يكون
ثمن اقتحام كريات شموناء مثلاء مسع نصف مخيم النبطية, حسب المعادلة العسكرية
الفلسطينية الاسرائيلية. لكن شعر هذا الشعب أيضاًء بعد مرور السنواتء بأن هناك
تضحيات كان من الممكن تجنبها أى تخفيضها (ولو بواسطة بناء ملاجىٌ أفضل!) وبأنه كان
من الممكن تحقيق مردود أكبر لحجم تلك التضحيات.
يجب على كل من يقترح تبني استراتيجية فلسطينية تشمل العمل المسلح أو تؤدي إلى
سفك الدماء (أفلسطينية كانت أم غير فلسطينية: لا فرق) أن يتأكد أولاً من استنفاد كافة
السبل الاخرى قبل أن يلجأ الى الوسيلة العسكرية كشكل نضالي. يجب لذلك أن يحدد
الهدف.المنشود بوضوح لأن ذلك؛ وحدهء يسمح بتحديد الوسيلة المناسبة بوضوح أكبر تأميناً
لمبدأ تطابق الوسائل مع الغايات, والا ينشً وضع يتم فيه استخدام أساليب غير مناسبة
تؤدي إلى خسائر وعذاب بلا داع ويلا طائل. ويجب التذكر أن مئات وآلاف الرجال والنساء
والاطفال سيدفعون ثمن كل استراتيجية. ومهما كانت النيات: إلا أنه لا يحق لأحد أن يأتي
بالموت لغيره لأنه مُهمل وغير مستعد لاجهاد نفسه قليلاً لتقدير الموقف بدقة وتقييم التجارب
للتعلم من درووسها وتغيير أساليبه عند الضرورة. فهل أنه لا يأبه لعواقب أعماله؟
م66 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed