شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 626)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 626)
- المحتوى
-
كان لهذ! الاتجاهء أساساً اعتباراته العملية الكامنة وراءه. فقد سعت قيادة الهاقاناه الى
عدم الوقوع في «الأخطاءء التي ارتكبت خلال الانتفاضات السابقة في فلسطينء والامتناع
عن اضفاء طابع الصراع العربي اليهودي على الثورة في البلد وبالتالي عدم اللجوء الى
الوسائل التي اتبعها العرب, وبدلا من ذلك التعاون مع السلطة لاعادة الأمن والاستقرار الى
نصابهماء من خلال عرض الثوار العرب كمجموعات من الخارجين على القانون77). كذلك,
قدر الصهيونيون حجم المشاكل الامنية - الاقتصادية التي عاناها البريطانيون في فلسطين,
نتيجة للشورة,. حق قدرهاء وقرروا الامتناع عن التسبب في زيادتهاء خشية ان ينقلب
البريطانيون عليهم ايضاً!*"). كما كان لسياسة «ضبط النفس» منافعها المادية» اذ نتيجة لها
نقلت, مثلاً, المكاتب الحكومية من يافا العربية الى تل ابيب اليهودية؛ وافتتح ميناء في المدينة
بعد ان عم الاضراب ميناء يافاء واقيمت قوات الخفر وباقي الوحدات العسكرية اليهودية.
كذلك سهلت هذه السياسة عمليات الاستيطان اليهودي في مناطق مختلفة من فلسطين. 1
اما التصحيحيون واتسلء فقد انتهجوا طريقاً مغايراً تماماً. نجم عن سياسة مخالفة
لتلك التي انتهجتها القيادة الصهيونية؛ بزعامة العمال وحلفائهم. فالتصحيحيون لم يكتفوا
باعلان معارضتهم للتقسيم فقط(؟١) ٠ بل بذلوا كل ما في وسعهم لافشّاله. وفي هذا الاطان راح
جابوتينسكي يطلق نظريات جديدة فررًاً على دعوات حل القضية الفلسطينية بواسطة اقامة
دولتين» يهودية وعربيةء اطلق جابوتينسكي «نظرية الترحيل», التي دعت الى ترحيل اليهود
من دول اوروبا الشرقية ونقلهم الى فلسطين وشرق الاردن ليصبحوا اكثرية هناك, تشكل
اساساً لاقامة الدولة اليهودية على المنطقتين بكاملهال"). وفي شباط (فبراير) ,١914 وضع
الزعيم التصحيحي في مواجهة مشروع التقسيم؛ مشروعاً خاصاً به هى «خطة السنوات
العشس»("", الهادفة الى ترحيل مليون ونصف المليون يهودي الى «ارض - اسرائيل» خلال ٠١
سنوات . واستكمالا لهاتين النظريتين, أطلق جابوتينسكي ثالثة هي «سياسة الأحلاف»081,
داعياً الى التعاون علناً مع الدول التي تريد التخلص من سكانها اليهود والاتفاق معها حول
ذلك؛ مما يخدم مصلحة الطرفين بترحيل الهود من تلك الدول ونقلهم الى فلسطين. وفيما
كانت القيادة الصهيونية «الرسمية» تصارع لاقرار مشروع التقسيم وتنفيذه؛ كان
التصحيحيون» من جهتهم؛ يقومون بنشاط خاص بهم؛ ضمن سياس الأحلاف»,
وخصوصاً في بولونياء حيث حاولوا التعاون مع سلطاتها في اكثر من ناحية!*"), واحرزوا
نجاحاً ما.
وانطلاقاً من موقفهم هذاء انتهج التصحيحيون في فلسطين سياسة مخالفة لتلك التي
اتبعتها الوكالة اليهودية والهاغاناه. ففيما كان هؤلاء يدعون الى التمسك ب «ضبط النفس»,
ارسل جابوتينسكيء في أواخر نيسان (ابريل) 1551 تعليمات الى اتباعه اوضع لهم فيها
انه في حال تجدد الاضطرابات في فلسطين والتعرض لليهود» ينبغي عليهم الرد(: "). ولم يتآخر
اولك طويلاٌ للعمل وفق هذه التعليمات. ففي أواخر تموز (يوليوى) ,.١15777 وبعد ان قتل ثلاثة
يهود» قام رجال أتسل بشن هجمات على العربء في عدة اماكن في تل ابيب والقدس» اسفرت
عن سقوط عدد من القتلى والجرحى: مما أثار نقمة العرب ودفع البريطانيين الى اعتقال عدد
من أعضاء بيتار واغلاق جريدتهم «هايردن» (الاردن) لمدة شهر('"). ونتيجة لذلك, تدخلت
الوكالة اليهوبية والمجلس الملي اليهودي مطالبين بفرض «الانضباط» على «المنشقين»: ولكن
ه56 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed