شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 628)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 628)
- المحتوى
-
استجواب في مجلس العموم في هذا الشأن(7!*). كما كانت لها انعكاساتها لدى الوكالة
اليهوديةء التي .رأت في ذلك خروجاً على «الانضباط» ومساً بمصداقيتها ومكانتهاء مما قد
يؤدي الى نتاكج لا تحمد عواقبها بالنسبة لموقف السلطات من اليهود والتعاون معهم,
خصوصاً بعد ان أوضح المندوب الساميء في اجتماع له مع بن غوريون وشاريت عقد بعد
يوم واحد من انفجار حيفاء ان تلك الاعمال الانتقامية تجعل من الصعب على الحكومة
الاستمرار في تسليح اليهوب!'*)., مطالباً الوكالة اليهودية بالتعاون مع السلطات لكشف
الفاعلين('"). وحارت الوكالة اليهودية: ومعها الهاغاناه, ولجأتا الى اكثر من وسيلة للرد على
هذه الموجة أى ايقافهاء خصوصاً وان اتسل ثابرت على عملياتهاء وان خفت حدتهاء مركزة
جهودها في محاولات عرقلة خطوط المواصلات العربية» وذلك بتلغيمها او اطلاق رصاص
القنصء هنا وهناك, على المسافرين عليها؛*). ففي البدايةء أوعزت الهاغاناه الى رجالها في
حيفا بخطف احد عناصر اتسل» التي ردت بالمثل وخطفت رجلا من الهاغاناه, وذلك في حادث
هى الاول من نوعه. انتهى بأن وجد رجل اتسل المخطوفء في نهاية الأمرء طريقه الى ايدي
الشرطة: بينما اطلق سراح رجل الهاغاناه(*"). واصبح هذا الحادث بمثابة سابقة في العلاقات
بين المنظمتين, اللتين راحتا تخطفان عناصر بعضهما البعض عندما يشتد التوتر بينهما. وفي
الثاني من تموز (يوليو)؛ اصدرت الهاغاناه تعميماً الى اتباعهاء عرّفت بموجبه سياسة «ضبط
النفس» التي تتبعهاء فحظرت «قتل النساء والاطفال وعابري السبيل العرب الابرياء عامة..
[وكذلك] رمي القنابل الى اماكن تجمع العرب (الاسواق» المساجد) ٠ وهذه الاعمال محظورة
بصورة غير قابلة للتأويل»77*). كذلك: اوضح التعميم «ان الهاغاناه تشن حرباً شعواء على
العصابات [يقصد الثوار العرب]. ومن الواجب التصدي لتلك العصابات وهي في حالة
التأهب ومواجهتها قبل وصولها الى المستوطنات. وعدا عن الدفاع عن المستوطنات من خلال
المواقع الثابتة. من الضروري مطاردة المهاجمين من خلال السعي الى ابادتهم وننسد طرق
هربهم. واذا انسحبت عصابة ما خلال مطاردتها الى قرية عربية, فيسمح للمطاردين بالعمل
داخل القرية»("*) . الا أن التعميم شان ايضاًء الى امكانية القيام بعمليات خاصة؛ مثل
«الرد المتأخر على الهجمات والارهاب»(**), الذي يقتضي اذناً خاصاً.
واضافة الى ذلك, حاولت الوكالة اليهودية ممارسة الضغوط على اتسل» على صعيد آخر,
فاوعزت الى المجلس ا ملي اليهودي للدعوة إلى اجتماع للبحث في تلك الاوضاع؛ عقد سراً في
منتصف تموز (يوليو) 4 وحضره زعماء عن كافة الاحزاب الصهيونية في فلسطين؛ بمن
في ذلك «ممثل» عن التصخيحيين!**). وكان ابرز المتحدثين في ذلك الاجتماع موشي شاريت,
الذي عاد وشدد على الفوائد التي جناها اليهود من وراء سياسة «ضبط النفس»», مؤكدأ ان
الالتزام بها «ليس مساألة اساسية اخلاقية, بل مسألة جدوى»(**). كذلك اوضح شاريت «ان
السلاح [الذي سلمه البريطانيون لليهود] تغلغل بيننا اكثر مما ينبغيء ولن يستطيعوا
انتزاعه منا»(/ة). اما بن - غوريون, الذي شن حملة شعواء على التصحيحيين» فقد اعلن ان
ارهابهم لا يخيف العرب: بل انه يفيدهمء اذ يوحّد الشارع العربي في فلسطين مع العالم
الاسلامي خارجهاء وهذاء بالذات: قد يجلب الدمار لليهود» بدفع الحكومة الى تقديم تنازلات
للعرب7”*). ولذلك: فان الصهيونيين عندما يلتزمون ب «ضبط النفس» لا يخدمون بريطانياء
بل انفسهم(9'"). وانتهى الاجتماع باقتراح لجنة لبحث الموضوعء الا ان مثل تلك اللجنة لم
3/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed