شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 630)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 630)
- المحتوى
-
العلاقات بين الهاغاناه واتسلء تدريجياًء الى ما كانت عليه من الكراهية والتنافسء فثابرت»
كل منهما على انتهاج سياستها المستقلة, بشكل او بآخرء حتى اقامة اسرائيل؛ بينما بقي بن
- غوريون على عدائه الشديد للتصحيحيين الى ما بعد ذلك ايضاً بفترة غير قصيرة.
الاستيطان كاستراتيجية
وعلى صعيد آخر. شملت سياسة «الخروج الى ما وراء السياج» من خلال «ضبط
النفس» المجال الاستيطاني ايضاً بعد ان احدثت الثورة العربية تغييرات جذرية في مفاهيم
الاستيطان اليهودي في فلسطين, شملت معظم ابعاده ويلورت اعتبارات جديدة لهء تحؤل
معها الى شبه «استراتيجية» قائمة بحد ذاتهاء بقيت اسسها راسخة لفترة طويلة. وتم ذلك»
الى حد ماء تحت ضغوط ضرورة الرد على موقف أو نشاط كل من العرب والبريطانيين في هذا
الشأن خلال سنوات الثورة؛ على ما تخللها من متغيرات.
كان من بين أولى النتائج التي ترتبت على اضطراب الاوضاع الامنية اثر نشوب
الاضطراب العام في فلسطين ثم الصراع المسلح » تقلص نشاط رآس المال الخاص اليهودي
في سوق شراء الاراضي في البلد(*'), بعد ان شعر اصحابه بعدم الاطمئنان على مصير
الاراضي التي قد يشترونها. كما ان حال شركتي بيكا وتطوير اراضي فلسطين, اللتين نشطتا
في هذا المجال سايقاً »لم تكن احسبن بكثيره أن كانت بيكا قد توقفت عن شراء الاراضي منذ مدة
غير قصيرة بل راحت تبيع ممتلكاتها الى المزارعين مستأجريهاء بينما كانت شركة تطوير اراضي
فقلسطين اشبه «بسيارة تفككت... لا حياة فيها»(!'١), بسبب ممارسات يهوشواع ا
العجوز العاجزء الذي رفض التنحي عن رئاستها. ونتيجة لذلك؛ نش فراغ في سوق شراء
الارافي» وجدت الكيرن كاييمت نفسها مضطرة لملته(!''), ليس بشراء الاراضي من الحرب
فقطه بل من الافراد اليهود ايضاً. ولتسهيل مهمة الكيرن كاييمت في هذا المجال, كلفت
الشركة؛ سنة 1594 بالعمل على شراء الاراضي واعدادها للاستيطان فقط؛ بينما احيلت
مصاريف اقامة المستوطنات ودعمها : التي كانت ملقاة على غاتقها ايضاً حتى ذلك الوقتء الى
الوكالة اليهودية(9١١). وكان لهذا التغيير تأثيره بالنسبة للاستيطان عامة؛ فقد ادى الى اختفاء
المضاربين من سوق شراء الاراضيء ومِكّن بالتالي الكيرن كاييمت من اعتماد الاسعار التي
تناسبهاء بعد ان اصبحت الجهة الاولى» وفي معظم الاحيان الوحيدة: التي تقوم بشراء
الاراضيء مما حوّلها الى اكبر مالكة للأراضي في فلسطين. ونتيجة لذلكء ارتفعت نسبة ما كانت
الشركة تملكه, من الاراضي التي كانت في حوزة اليهود عامة, من ١,١ بالمثة سنة 19377 الى
8 بالمثة سنة /1951 ١ بينما انخفضت نسبة ما كان في حوزة المالكين الخصوصيين اليهود
من 4,7" بالمئة الى ”١, ١ بالمئة خلال الفترة نفسها("''), مما سهل على مؤسسات الاستيطان
الصهيونية تخطيط اقامة المستوطنات على الشكل الذي ترتأيه.
وانطلاقاً من هذا الوضغ الجديد» راحت الكيرن كاييمت تبذل كل ما في وسعها لشراء
الاراضي في معظم انحاء فلسطينء وفي مناطق لم يكن لليهود فيها موطى قدم حتى ذلك الوقت»
دون ان تعطي وزناً كبيراً للاعتبارات الاقتصادية؛ كما كانت تفعل سابقاً. ولكن مع ذلك لم
تتمكن الشركة من احراز نجاح كبي بالمقارنة مع الوضع سابقاً رغم اساليب التحايل والرشوة
التي لجأت اليها('١'), نتيجة للمعارضة الشديدة التي ابداها الثوار العرب لعمليات بيع
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed