شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 632)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 144-145 (ص 632)
- المحتوى
-
التعاوني كفار حيطيم في شمال غرب طبريا. ولكن اقامة المستوطنات الجديدة؛ وخصوصاً في
المناطق العربية الصرفة بعيداً عن المستوطنات اليهودية القائمة: لم تكن عملية سهلة خلال
هذه الفترة. فالثوار العرب كانوا آنذاك يشنون هجماتهم ليس فقط على المستوطنات اليهودية,
وخصوصاً الحديثة منهاء في محاولة لمنع اقامتهاء بل على معسكرات الجيش البريطاني
ومحطات الشرطة ايضاً . ولذلك لم تكن الصعوبة كامنة في كيفية اقامة المستوانات فقط؛ بل
كذلك في امكانية الدفاع عنها والمحافظة على بقائها.
وسرعان ما وجد احد المستوطنين» ويدعى شلومى غور من كيبوتس تل عامال (سمي فيما
بعد «ثير دافيد») حلا لهذه المشكلة, تبنته مؤّسسات الاستيطان الصهيونية. وكانت أسس
مستوطنة تل عامال نفسها قد ارسيت خلال آب (اغسطس) 15750, على شكل بضعة اكواخ
اقيمت على قطعة من الارض اشتراها اليهود في شمال غرب بيسان. ومع نشوب الاضراب
العام هاجم الثوار العرب تلك الاكواخ واحرقوها فاضطر مستوطنوها للانسحاب الى كيبوتس
بيت الفا المجاور. وراحوا يحاولون العودة اليهاء ولكن دون جدوىء نظراً لاستمرار نشاط
الثوار في المنطقة إلى ان وضع المستوطن غور خطة تقضي باعادة استيطان المكان بواسطة
اقامة شبه قلعة هناك. ووفقاً لهذه الخطة كان على مؤسسات الاستيطان اختيار النقطة
الجديدة للاستيطان فيهاء من جهة: بينما تقوم الكيبوتسات باختيار اعداد من افرادها للقيام
بذلك؛ من جهة ثانية. وتقام المستوطنة في عملية شبه عمكرية . ففي أليوم المحددء يصل هؤلاء
الافراد مع اعداد من العمال اليهود الى النقطة المعينة؛ في ساعات الفجر الباكر. حيث يعدون,
في اليوم نفسه وقبل مغيب الشمسء »ساحة تضم متاريس وغرفاً للسكن . وتحاط الساحة يسور
قوي من الخشب., يُملاً داخله بالحصى, ويقام في وسطها برج عالء يوضع في قمته ضوء
كاشف قويء من مولد كهربائي في البرج.ويشكل السور حاجزاً قوياً. يستعمل للدفاع عن
المستوطنينء الذين يتجمعون داخله في حال الهجوم على المستوطنة: بينما يبقى احد
المستوطنين في رأس البرج يراقب بمنظاره ما يحدث نهاراً في المناطق المجاورة» ويجول ليلاً»
بضوبه القوي. حول المستوطنة لاكتشاف اية محاولة للهجوم عليها والتحذير منها(7١).
وعرضت هذه الخطة على يوحانان رطنر. وهى آنذاك مستشار لشؤون الدفاع في دائرة
الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية(4١١): وكذلك على ابراهام هارتسفيلكد؛ رئيس المركز
الزراعي التابع للهستدروتء ويوسف فايتسء مدير «عمليات» الكيرن كاييمت» فأقروها بعد
ادخال بعض التعديلات عليها(؟''). وفي ٠١ كانون الاول (ديسمبر) ١975 نفذت هذه
الخطة لاول مرة, واعيد انشاء مستوطنة نير دافيد (تل عامال) وفقاً لها(' "'). وعرفت طريقة
الاستيطان الجديدة هذه بأنسم «السور والبرج» (حوماه ومغدال).
ويتنفيذهم عملية اعادة تأسيس مستوطنتهم وفق اسلوب «السور والبرج». أرسيٍ
مستوطنو نيردافيد (تل عامال) اسس سياسة استيطانية جديدةء سرعان ما اتخذت ايعاداً
ذات اهمية استراتيجية» بقيت ملازمة للاستيطان الصهيوني منذ ذلك الوقت, بعد ان تحول
الاستيطان بحد ذاته الى هدف, يصلح ايضاً في الوقت نفسه لان يكؤن اداة لفرض سياسة
الأمر الواقع الصهيونية. وساهمت في ذلك الاوضاع التي سادت فلسطين آنذاك. فبعد أقل
من شهر على اعادة تأسيس نير دافيد (تل عامال): علم الصهيونيون باتجاه لجنة التحقيق
الملكية نحى التوصية بتقسيم فلسطين واقامة دولة يهودية على جزء من البلدء مما دفعهم الى
اكلا - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 144-145
- تاريخ
- مارس ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed