شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 13)
- المحتوى
-
اضطرتها الظروف, اضطراراًء لتعمل منفصلة عن الحركة العربية القومية الاوسع, تواجه المسائل
المستجدة التي ميزت الوضع الفلسطيني عن سواه بلا خبرة وبلا تصورات مسبقة. وقد ابقاها
هذا الحال» حتى وهي تتطور تحت تأثير المستجداتء اسيرة التآثيرات المجاورة. وجعلها تتمسك
بطروحات ومطالب تضاهي طروحات ومطالب القوى والحكومات العربية في البلدان المجاورة.
وقد اضيف هذا العامل الى تأثير العامل الفريد الخاص بفلسطين, دون سواها: الذي تمثل
باضطراد العمل الصهيوني, والبريطاني. لتحقيق مشروع الوطن القومي اليهودي ليعطياء معاً.
لردود فعل الحركة الوطنية الفلسطينية هذه السمة الناجمة عن مواجهة الفرادة مع نقص الخبرة
بحيث صار الطابع المميز والغالب على ردوب الفعل هو رفض ما تعرضه بريطانيا اذا حمل احتمال
الاقرار بأي نوع من انواع الشرعية للوجود اليهودي في فلسطينء حتى ولو كان من شأن القبول
بما هو معروض ان يعزز الوجود العربي ذاته ويحسن مواقع الحركة الوطنية وقدراتها على
المجابهة.
وعلى هذاء رأيناء مثلاًء ان العرب رفضوا المساهمة في المشروعات الاقتصادية للدولة, لأن
اليهود يشتركون فيهاء مما مكن الصهيونية ليس فقط من الظفر بالحصة الكبرى في هذه
المشروعات بل ومن الهيمنة الكاملة على عدد هام منها. وتبع ذلك ان الجانب العربي لم يقم
مشروعاته الخاصة الا في اضيق وادنى الحدود» فهذه البرجوازية الناشئة كانت عاجزة عن القيام:
وحدهاء بالمشروعات الكبرى التي يقتضيها التطور الصناعيء وبرفضها المشاركة في المشروعات
التي تعرضها الدولة ضيقت دورها الاقتصادي في حياة البلاد الى ادنى حد. وكان الوطنيون
الفلسطينيون يتشبثون بشعار عدم المشاركة مع اليهودء مكتفين يايمانهم بحقهم في فلسطين
الكاملة وبطلان اية حقوق لليهود فيها.
ورأيناء على سبيل المثال ايضاء كيف رفض الوطنيون الفلسطينيون الهجرة اليهودية الى
فلسطين, مستندين الى قناعتهم بأن «شذاذ الافاق» الوافدين من دول عدة ليس لهم الحق في ان
يحلوا محل سكان فلسطين العرب, وذلك من غير ان يتقصى الوطنيون امكانية التحالف مع اي
يهوب يعادون الصهيونية او يتعمدوا تهيئة الظروف التي تشجع يهودا على معاداتها. كما ان
الوطنيين لم يتقصوا فرص التأثير في اليهوب خارج فلسطين:ء في الدول التي لا تؤيد الصهيونية من
بين الدول التي يقيمون بها.
وبدا اثر هذا كلهء بأجلى ما يكونء في الموقف العربي من المشاريع السياسية ومن جملة
المسائل التي تتصل بادارة البلاد. سواء المواقف من المشاريع التي عرضتها بريطانيا نفسها او
المواقف من المسالة برمتها خارج اطار هذه المشاريع. والذي لا شك فيهء ان بريطانيا كان من
شأنها ان تدير البلاد ادارة مباشرة على طريقة المحتلين من غير اية معونة عربية محلية ؛ وكان ذلك
سيهيء لهاء على نحى افضلء تطبيق سياساتها بوجوهها كافة. الا انه لم يكن بمقدور بريطانيا
ان تتجاهل حقيقة الوجود العربي. ومستوى تطوره. بل إن هذا الوجود وهذا التطور قد جرى
الاقرار بهما؛ على نحو ماء في صك الانتداب الذي التزمت بريطانيا فيه» بأن «تنشط الاستقلال
المحلي قدر ما تسمح به الاحوال»1!'). كما ان بريطانيا لم تملك ان تتجاهل المقاومة العربية التي
يحفزها الطمس الكامل للعرب وحقوقهم. ولهذا وذاك. لجأت بريطانياء تطبيقا لالتزامها المزردوج
بالوطن القومي اليهودي وبما تقره من الحقوق للسكان العرب» الى عرض مشروعات تتيح للعرب
شيئا من المشاركة في ادارة شؤون البلاد. ففي العام ,١1977 عرضت بريطانيا مشروعا لدستور
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147
- تاريخ
- مايو ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)