شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 15)
- المحتوى
-
اختلف الموقف العربي بعض الشيء ازاء مشروع جديد لتشكيل مجلس تشريعي, عرضه المندوب
السامي على اساس ان يتكون المجلس من ثمانية وعشرين عضواً نصفهم للعرب (مسلمين
ومسيحيين). ويموجب المشروع الجديدء يحق للمندوب السامي تعيين خمسة من الاعضاء العرب
بينما التسعة الباقون يتم انتخابهم. وبالرغم من ان صلاحيات هذا المجلس المقترح ليست اوسع
من صلاحيات سابقه؛ وان قراراته ستكون, بالمحصلة:» مقيدة بالقيود ذاتها التي قيدت بها قرارات
سابقه. فقد تصدى الزعماء العرب لمناقشته بامعان» واجروا بشأنه اتصالات مع السلطات
البريطانية. وقد ركزوا انتقاداتهم على ما يعكسه المشروع من تمسك بريطاني بمساندة الوطن
القومي اليهودي. الا انهم اظهروا الاستعداد للتداول في ما عدا ذلك من بنود المشروع. وقد نقل
المندوب السامي موقف الزعماء العرب الى حكومته فرد وزير المستعمرات برسالة قال فيها انه «فهم
بأن الاحزاب العربية عموما قررت ان ترى مجلسا تشريعيا يؤسسء اجمالاء على نفس الاسس
التي اقترحتها حكومة جلالته, مع شعوره كذلك, بانهم يطلبون تغييرات معينة». ودعا الوزير
الزعماء العرب الى زيارة لندن للتفاوض, وقال في رسالته هذه كأنما ليغذي لديهم الميل الى القبول:
ان الوقد اليهودي الذي استقبله «ابدى معارضة شديدة ضد تأسيس مجلس تشريعي في هذا
الوقت.©"). الا ان هذا الميل العربي الى القبول اصطدم في نهاية المطافء بالعقبة الدائمة وهي
التمسك البريطاني بالوطن القومي اليهودي. وكان كل من مجلس اللوردات ومجلس العموم,
البريطانيان» قد طالب الحكومة بارجاء العمل بهذا المشروع «لانه من الخطأ ربط فلسطين بشكل
من الدستور يؤدي بطبيعة الحالء كما ادى في البلاد الاخرى, الى قيام حكومة مسؤولة في
البلاد»!*") كما لاحظ تقرير لجنة بيل فيما بعد فقيام وضع كهذا يعرقل تحقيق المشروع
الصهيوني ويعرض نفوذ بريطانيا ذاته للخطر.
وهكذاء لم يتح للمشروع ان يرى النورء خصوصا لأن ثورة 1177, التي كانت عواملها
تتجمع منذ البداية. انفجرت في هذا الوقت.
وحين ظهرت اقتراحات غير رسمية دعت الى تقسيم البلاد الى مقاطعات «كانتونات» تدار
محلياء اعلن القادة العرب رفضهم لنظام الكانتونات هذاء كما رفضواء بطبيعة الحالء مشروع
التقسيم الذي اقترحته لجنة بيل.
ان القيادة الوطنية, التي رفضت على الدوام اية مشاركة للاضطلاع بدور في ادارة البلادء
كانت لديها اسبابها التي تتصلء في نهاية المطافء برفض الوطن القومي اليهودي وبرفض الاقرار
بأي نوع من المشروعية للوجود .اليهودي في فلسطينء فضلا عن رفض المساواة بين الوجودين»
اليهودي والعربيء على اي نحومن انحاء المساواة. وظلت القيادة الوطنية قادرة على ان تقنع الرأي
العام الفلسطيني بمواقفهاء وهكذا فلم تنجم في وجهها سوى معارضات قليلة التأثي سواء تلك
التي جاءت من اليمينء او من اليسار.
والقيادة الوطنية» مع رفضها المتصل للمشاريع المعروضة: لم تقدم, من جانبها حتى سنة
7 ,ابي بديلء مع ان الاوضاع كانت تتردى وتتفاقم. والمقصود هناء ليس البديل المعبر عنه
في مشروع مكتوب, فمن هذه الناحية اعلنت الحركة الوطنية مطلبها في الاستقلال والحكم البرلماني
الذي يسهم فيه اليهود وفق وجودهم التي يعترف بها العربء مما بداء من وجهة النظر العربية,
كانه البديلء بل المقصود هو البديل للنشاط المثابر الذي كان يستهدف انشاء الوطن القومي
اليهودي: بنشاط يحقق تصورات العرب في الظروف الملموسة التي كانت تتطور اليها البلاد.
00 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147
- تاريخ
- مايو ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10389 (4 views)