شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147 (ص 29)
- المحتوى
-
المشكلات المالية كعبء وكقيد رئيسي على السياسة العسكرية.
تشكل القاعدة الديموغرافية الاسرائيلية المحدودة معضلة اهم: فقد تمت اطالة مدة
التجنيد وخدمة الاحتياط بعد 1417» فيما تم تخفيض المقاييس البدنية وغيرها التي تقرر تجنيد
كل شاب أو عدمه؛ وذلك من اجل رفع نسبة إلحاق الشباب الذكور القادرين على الخدمة الى 1
بالمئة: وهي نسبة قياسية وهكذا؛ فتجد اسرائيل نفسها أسيرة فيما بين السقف الموجود فعلياً على
حجم الطاقة البشرية القابلة للاستخدام للاغراض العسكرية؛ وبين الكلفة الاقتصادية الباهظة
لزيادة العنضر النظامي (اي المحترف, مقارنة بالمجند) في الجيش الدائم. وقد تمثل الحل؛ حتى
الآن: في تطوير وتحسين نظام التعبئة. يلاحظء في مقابل المشكلات المالية والديموغرافية؛'ان
اسرائيل نجحت دوماً في الحصول على امدادات كافية مُن الاسلحة: رغم صصعوبات طارية في الفترة
بين 1544 ومنتصف الستينات حين انطلقت العلاقة الاميركية - الاسرائيلية التسليحية بقوة.
ويضاف الى هذا الاعتبار ان الصناعة العسكرية الاسرائيلية قد نمت الى مستوى يؤمن الحماية
الفورية (ولوكانت مؤقتة نسبياً) ضد اي تباطؤ اوتجميد في وصول شحنات الاسلحة من الخارج.
تأثير كمب ديفيد
يقارن بالعوامل المذكورة اعلاه, التي تحتفظ باهميتها وتأثيرها رغم مرور الزمن» وجود عدة
عوامل اضافية قد اثرت في الميزان الاقليمي وبالتالي بموقع الجيش الاسرائيلي فيه. فقد ساهمت
اتفاقيتا كمب ديفيد, بالمقام الاول, في توسيع هامش حرية العمل العسكري الاسرائيلي بشكل
ملحوظ. كما دل الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان في آذار (مارس) ,١9178 وحرب الاستنزاف ضد
م.ت.ف. بين ربيع 15174 وصيف 1441, والضربة ضد المفاعل النووي العراقي» وحرب 15/47.
وما زالت عزلة مصر تؤثر على الميزان رغم عملية البناء العسكري المصرية ونمو قدرات الجيش»
ورغم شكوك بعض شخصيات ومحاور المؤسسة السياسية الاسرائيلية حول مدى ثبات واستمرار
السلم المصري - الاسرائيلي مستقبلاً . اما في المقام الثاني, فقد عطلت حرب الخليج اية آمال ببناء
الجبهة الشرقية العربية: علماً بأن المفكرين الاستراتيجيين الاسرائيليين يتساءلون حول العواقب
البعيدة المدى للنمو الهائل في حجم وتسليح وخبرة الجيش العراقي والذي يمكن ان يتم توجيهه
هكد انتنزائيل نُعد.انتهاء تلك الحربٍ ؛
يذكر عامل آخر هو الاثر التراكمي لعملية بناء القوة العسكرية ولتكديس الاسلحة في البلاد
العربية منذ اكثر من عقد . ويلاحظ في هذا المجال ان الأنقسام العربي الى محاور متصارعة. مرفقاً
بالنواقض الهامة في قدرة الجيوش العزبية المختلفة على استيعاب نظم الاسلحة الحديثة
وتكنولوجيتها المتقدمة: لم يمنعا ظهور هذا الاثر التراكمي, اذ يضطر الجيش الاسرائيلي الى الاخذ
في حسايه الوزن الصافي لكل هذا العتاد الحربي في حوزة كل بلد عربي. تتمثل احدى نتائج ذلك
في اضطرار الجيش الاسرائيلي الى تحويل وتجميد بعض الموارد كبوليصة تأمين ضد المشاركة
المحتملة لقوات عربية اضافية او لنظم اسلحة معارة (كمقاتلات دف - 2١٠5 السعودية). وتوجد
نتيجة اخرى هي أن بلدان كسوريا والعراق والاردن باتت أقدر مما سبق على حماية نفسها من
الضربات الوقائية او الاستباقية 'الاسرائيلية ختى لو بقيت اضعف من اسرائيل فردياً وريما
جماعياً. ويلفت الانتباه في هذا السنياق الارتياح الواضح للضباط الاسرائيليين الكبار ازاء تدني
>54 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 146-147
- تاريخ
- مايو ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)