شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 36)
- المحتوى
-
1/
ورغم حدوث بعض الاضرابات في مصانع الضفة الغريية احتجاجا على تدنى الأجور . الا
أن رؤية التناقض مع العدى الصهيوني كأساس يدفع العمال في كثير من الأحيان الى التحاور مع
أصحاب المصانع والذين هم أيضا مضطيهدون من نفس العدق .
إلى حل يكفل استمرارية المصنع بالاضافة الى زيادة نسبية في آجورهم . فكما بينا هناك كثير
من المصانع مهددة بالتوقف نتيجة المنافسة الاسرائيلية على سوق الضفة الغريية . بالاضافة
الى أن هذه الصناعة مهددة في كل لحظة بالتوقف يقرار من السلطات الاسرائيلية . إلا أن ذلك
ليس مبررأ لعدم رفع أجور العمال في معظم مصانع الضفة الغريية بشكل يضمن للعامل مستوى
ويالتالي » حفظ الطاقة البشرية من التهجير .
يتضح مما سبق أن الاحتلال الاسرائيلي يلعب دورأ متمماً لما أدت إليه السياسات
السابقة له من أضعاف اقتصاد الضفة الغربية . وعرقلة نمو القطاعات المنتجة فيها . وهذا
ليس غريبا ؛ لأنه لا يمكن النظر الى نشأة اسرائيل بمعزل عن الدور الذي لعبه الاستعمار
والامبريالية في تفتيت المنطقة وتقسيمها وخلق كيانات ودول تشكل أدوات طيعة ؛ يرتبط مبرر
وجودها في خدمة الاستراتيجية الامبريالية في المنطقة .
وقد انتهجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي سياسة تؤدي الى خنق الصناعة في الضفة
الغربية بكافة الوسائل والطرق الممكنة . ووضعت , كما أشرنا في هذه الدراسة ؛ العراقيل أمام
استيراد المواد الخام » علما بآن كافة مصانع الضفة الغريية تعتمد على الاستيراد في بعض المواد
الضرورية لها . كما فرضت الضرائب الباهظة التي تثقل كاهل أرباب المصانع . بالاضافة الى
ضيق السوق المحلية وعدم توفر امكانية التصدير لمعظم الماتوجات الصناعية . وعمليا فقد
تراجع كذير من الصناعات خاصة تلك التي حرمت من التصدير للاردن .
وبالمقابل نمت تلك الصناعات التى اعتمدت في تسويقها على السوق الاسرائيلية » مثل
النسيج والملابس . كما تطورت الصناعات التي يتطلبها قطاع البناء » مثل الحجارة ,
ومن الملاحظ أن الصناعات التي تعتمد في الأساس على الرأسمال الكبير , لا تتوفر لها
ى النجاح , لأنها لا تستطيع منافمة مثيلاتها من الصناعات الاسرائيلية الدعمة من قبل
السلطات . أما الصناعة التي تعتمد على العمل اليدوي المكثف فهي تحمل امكانية نجاحها
ونموها . ولا تتأثرمن المنافسة الاسرائيلية » لأن قطاع الصناعة في اسرائيل يعاني من النقص
في الأيدي العاملة . والتي أصبحت امكانية توفرها صعبة للتراجع المستمر في الهجرات التي
تؤمن عادة مثل هذه الأيدي . ولذلك فان الشركات والمصانع الاسرائيلية تلجأ إلى استغلال
« العمل العربي » لتوفير الأيدي العاملة الضرورية ليس للصناعة فقط , بل للزراعة والبناء .
وبعد أن استنفدت هذه الشركات الأيدي العاملة من الذكور ٠ توبجهت للاناث . ويبلغ عدد
العاملين من الضفة الغريية في اسرائيل حسب الاحصاءات الاسرائيلية ٠٠١ 53 عامل27 .
ومثل هذا العدد تقريباً يعمل بطرق غير رسمية عدا عن العاملين في الضفة الغربية نفسها لصالح - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)