شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 128)
- المحتوى
-
اخريل
الوعر الى بلدة عيناتا » تركت الابواب جميعها مفتوحة ويعض ضيوفي في الملجا ويدا لي حين خرجت من مخبتي ان
اهل البلد قد خرجوا تحت جنح الظلام .
سكان المدينة الذين يبلغ عددهم نحو أريعين الفا كانوا قد أخلوا المدينة تقريبا » ولم يبق منهم الا ثلاثة آلاف أو
بينما انا وابنتي نسير في الوعر , راحوا يلاحقوننا برمصاص الخمس مئة ولم يتركونا وشأننا . رأينا بيتا على
| أطراف بلدة « عيناتا » مهجورا ففتحنا بابه عنوة , ودخلنا البيت الفارغ من كل شيء الا من نملية في المطبخ .
أشرت على البنت ان تدخل تحت المجلى وقلبت النملية ارضا وازحناها حذاءنا بقرب المجلى .. بقينا هناك من
الواحدة والنصف حتى الخامسة مساء . تركت البيت الموحش هناك وصعدت الى داخل بلدة « عيناتا » فلم اجد
هناك الا رجلا ضريرا مع زوجته العاجزة.. طلبت منهما ان يقبلاني مع ابنتي ضيفتان تلك الليلة فرحبا بي.. في
الساعة السابعة وصلت الدبابات الاسرائيلية وكانوا فقط يضربون بالرشاشات ٠ نمنا ليلة شبه هادئة .. في
الصباح قمت استطلع الاخبار واكشف الطريق لكي اذهب الى قرية « كونين » » فقد كنت ما زلت قلقة على أولادي
الذين اشتركوا في المعارك التى دارت بيننا وبين الكتائبيين في مواقع مارون الراس ٠ ولهذا السيب خفت على اينتي
الصبية وفضلت الهرب بها لأن للكتائبيين علينا ثار .. كان بنيتي الاتجاه الى بيروت ٠ وبينما ابحث عن اولادي في
« عيناتا ) وجدت فراشا متروكا وصحونا لم يكتمل طعام من كان يأكلها وكلبا لا ينبح » وسلاحا متروكا بالأرض
وثيابا ملقاة هنا وهناك .. حين لم أجد في البلدة انسانا غادرت الى « كونين » » في الطريق وجدت نفسي وجها لوجه
مع ديابتين اسرائيليتين » خاطبوني قبل أن أخاطبهم وكان التعب والقلق قد أخذا مني مآخذا ٠ قلت لهم بغيظماذا
تريدون منا .. ما نحن الا نساء تائهات .. فأشاروا لي بأن أمضي في سبيلي فتابعت السير ولكي لا نلتقي مع العدو
سرنا في طريق الوعر .. وصلنا « كونين » مع دخول الدبابات الاسرائيلية وقصف الطيران .. هناك شاهدت جذث
قتلى ملقاة على الطرقات ؛ دخلت البيوت المفتوحة عند أناس لا أعرفهم .. بقينا هناك أربعة أيام والمرأة التي رأيتها
ملقاة في الشارع عند وصولي بقيت أريعة آيام ؛ اذشاهدتها في اليوم الرابع تنهشها الكلاب ؛ لقد كان منظرا مقززا
للغاية .. في ذلك اليوم جاء الاعداء وللوا القتلى بحرامات ووضعوهم في شاحنة وقد ساعدهم في ذلك من بقي من أهل
البلد . حفروا حفرة ودفنوهم .. بعد يومين جاء كتائبيون ينهبون ويسلبون ,» وقد اخذوا من صدر ابنتي قلادة
ذهبية , ولا قلت للشاب اني اعرفك يا هذا وقد استدان ذووك من محلنا ولنا معهم مئات الليرات .. رد القلادة .
غادرت « كونين » الى « برعشيت » هناك سجلت اسمي لغادرة البلد .. وفي البازورية نصحني اسرائيلي بأن علي
الرجوع لأن الفدائيين ربما يقتلونني فقلت له كما انك لم تقتلني كذلك فالفدائي انسان ولن يقتل امرأة ضعيفة .
وجدت اولادي ويحتنا عن بيت بلا عفش وها نحن فيما نحن قيه من تعاسة .
لم يكن الليل قد انتتصفء وكنت ما زلت ساهرة في العلية بينما اختي بجانبي تغط في نوم عميق.. ابي وامي
واخى الصغير كانوا في الطابق السفلي .. كان الطقس في اليومين السابقين شديد البرودة .. لا بل ان الزويعة
الرعدية والامطار والغيوم التي عمت البلاد يومي ١١ ١ هي التي اخرت عملية الاقتحام .. وقد كان كل الناس
ينتظرون تطورات عسكرية بعد التهديد الاسرائيلي الواضح على اثر عملية « دلال المغربي » المشهورة .. كان كل
الناس متوجسين خيفة 0 وكنت شاردة في بحر من الأفكار حين ارتجت الاجواء وانقطعت الكهرياء وراحت
يخوف شديد وعلمت أن الساعة قد اقتريت فرحت اوقظ اختي التي راحت بدورها ترفض أن تستيقظ , فلم تكن
تريد ان تقطع نومها ٠ ولكني لم اتركها ترتاح بل واظبت على اقلاقها بشدة افرك أنقها وأشدهايأذنهاء اصفق على
اكملنا الليل في الزاوية الداخلية للطابق السفلي .. كانت الشبابيك والابواب تتحرك بين أن وآن اذ كان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6883 (5 views)