شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 130)
- المحتوى
-
1١55١
أي ارتباط بالمدينة.. وقد صمم افراد العائلة على الموت بالبيت على الخروج منه؛ بالرغم من ان البيت ليس به ملجأ
ولا يعلوه طابق ان يرد عنه بعض الضغط .. فتجمعوا في احدى زوايا البيت ولم نغادر بيتنا ابدا » مُتكلين على
لله .. وكانت لحظات قاسية ثقيلة مرت علينا ليلة ١5 ؟١ آذار .. وقد صمدنا , فقد ظل القصف شديدا ومركزا
منذ حوالى الثانية عشرة ليلا حتى الثامنة صباحا , بعد الثامنة صار يخف آنا ويشتد آنا حتى دخول الجيش
الاسرائيلي عصرا .
بت مسلحين من مقاتلينا يمرون من جانب بيتنا قبل الظهر كانوا ينزلون من تلة مسعود وكان معهم.
خريطة ويل امهم وصلوا الى التلة قبل يوم واحد فبدا لي أنهم لا يعرفون الطريق » وقد سألتهم بلهقة عن الاخبار
وتابعوا طريقهم .
في الليلة التالية للاقتحام نمنا بشبه هدوء معوضين ما فاتنا من النوم » ولكنا كنا خائفين مما يتبع الاقتحام
من عدم استقرار ومن مشاكل .
في الساعة الثامنة من يوم ١5 سمعنا الاعداء يذيعون بمكبر الصوت «٠ على الجميع الاتجاه نحو البركة » .
خرجنا ولم نقبل ببساطة التجمع حول البركة لأن مكانها منزو. فان شاؤوا قتلنا لم يحس بنا أحدء وطلبنا منهم
الذهاب الى الساحة التي توصل المدينة بكل مكان من القرى المحيطة .. فرفضوا .. واضطررنا للذهاب الى
«البركة» وكان الطقس بارداءفعانينا برودة الطقس وحرارة الشمس ٠ بينما نجلس على التراب والحجارة المحيطة
بالبركة .. كنا حوالى سبعمئة .. هنالك جاء عسكريون اسرائيلون وجاء واحد من جماعة سعد حداد اسمه فارس
الشدياق الذي يؤنب الاهالي على حمايتهم للفدائيين , فرد عليه شاب من عائلة البزي ( احمد البزي ) وكان محمد
فرج يترجم بالانكليزية , وقال الشدياق انهم طردوا المقاتلين من مناطقهم فلم يبق للمقاتلين أي مكان عدا
الجنوب .. وقال لهم انه ليس باستطاعتنا نحن العزل:ان نقاوم احدا , والدليل اننا لا نستطيع المقاومة الان .
وفي اليوم التالي سمحوا للاهالي ( واحد من كل عائلة ) بالذهاب الى بيوتهم لاحضار الطعام مدةساعة فقط..
ويعد ان احتج يعضهم ليب بعد البيت عن البركة سمحوا وا لهم بالذهاب لدة ساعتين .. وفتع "١ الاعداء تلاهالي
وتحدثت الانسة نبيهة عن مشكلة واجهوها بعد ذلك فهم يتهبون الى حقول السخان ما بين الثالثة والرابعة
صباحا وهم يجرون عرية صغيرة بدولاب واحد يحتاجونها .. وقد صارت مشكلتهم تتكرر يوميا كلما مروا
بالحرس فانه أحيانا يمنعهم من المرور ٠» وأحيانا يتظاهر بانه لم يعرفهم ويتهمهم ويفتشهم أحيانا اخرى
أبراهيم سعد ( أدو نعمة ) , 8٠١ سكة
كاد الليل ينتصف وانا لم انم بعد . فقد كنت قلقا . وكان سبب قلقي انني سمعت اصوات قذائف على
«مارون الراس». القرية التي تعلو بلدنا «بنت جبيل»؛ وتكشف كل زاوية فيهاء والتي تمركز فيها المقاتلون بعد أن
استعادوها من الكتائب .. كنت اترقب حدوث اي شيء .. ولم أفاجاً حين سمعت أصوات انفجارات قريبة ويعيدة
قوية وضعيفة تسبب الطرش .. فأقترحت على زوجتي ان نذهب الى « الطاحونة » التي بنيت على الطريقة القديمة
( عقد ,حجر ) وقد علاها بناء يخفف من وقع القذائف .. مررنا بجارنا « جواد اب عليوه » واقترحنا عليه ان
يرافقنا للطاحونة فقال لنا . « الرب موجود فوق بيتي وفوق الطاحونة » فأقتنعت زوجتي برأيه ودلفت الى بيته
الصفير » فتيعتها .. جلست واياها تحت « تتحيته » الغرفة وكانت قد حملت معها لحافا خفيفا ففرددته على
رجلينا وجلسنا والقذائف والانفجارات يتوالى ضجيجها بشكل عنيف , فقد توقف شتاء الماء ليأتي شتاء
القذائف , وكنا في حال من الخوف الشديد .. في موعد صلاة الصبح رأيت صديقي ومضيفي « جواد »يفتح الباب
ليخرج لقضاء حاجته؛ فلم يكن في بيته الصغير حمام داخلي؛ ؛ فنصحته بعدم الخروج وقضاء حاجته في اي وعاء من
التنك فلم يتعظ .. خرج وعاد وتوضاً ووقف يصلي في منتصف الغرفة , ونحن ما نزال على الدرج تحت التتخيتة .
ويينما هويصيي اذا بقطعة من السقف تنزل عليه فيقع على الارضء وتبادلت وزوجتي السؤال.« هل اصابك شيء »
فقالت زوجتي رجلي أصيبت » ولما كانت كل الانوار قد انقطعت مع بداية القصف لم اتمكن من رؤية رجليها فمددت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6883 (5 views)