شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 132)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 132)
- المحتوى
-
١7
وما حدث بعدها ان احد الانعزاليين صوب بندقيته نحو السيد موسى طرفه ليقتله » فرده الاسرائيلي وهويقول .
والحقيقة انه كان جائعا . ولكنه لم يشا ان يأكل من طعام الاسرائيليين .
م انق
كنا متخوفين من الذهاب الى البركة فلم نلبي النداء عندما طلب منا الاسرائيليون ذلك بمكبر الصوت , وقلنا في
أنفسنا . « نبقى مختبئين في بيوتنا ولن ندعهم يروننا » ...وقبيل الظهر بقليل جاءت امرأة تعرف بوجودنا وكأن
الاسرائيليين يعثوها خصيصا وقالت لنا « سيفتش الاسرائيليون البيوت بيتا بيتا وسيقتلون كل من يجدونه في بيته
لانهم سيظنونه مقاتلا » الأفضل أن تسلموا أنفسكم ٠ . ولما وجدنا ان لا بدمن الذهاب ذهبنا والأسى يعتصرنا .
كنا حوالى الخمسين , هناك وجدنا عددا من الأهلين أكثرمن أربعمئة شخص .. وقد حشرهم الاسرائيليون في زاوية
من السوق الذي يحيط بالبركة وكانت الأْض موحلة جدا بعد الشتاء الغزير الذي هطل قبيل عملية الاقتحام .
وصحيح أن هطول المطر توقف قليلا ولكن السماء كانت ملبدة بالغيوم والبرد كان قاررسا » وفي مثل تلك الايام من
ايام السلم لم نكن نبتعد عن المداىء . أي تظل مشتعلة طوال الليل والنهار .. وكم وجدنا أنفسنا في حال من اليأس
حنين وجدنا أنفسنا مجبرين على الجلوس على أرض مبللة والطقس على ماهو عليه من السوء .. وكان من بين
الجالسين عدد كبير من الشيوخ والعجائز يرثى لحالهم » وقد أغمي على عدد من القتيات لفرط التوتر الذي
أصابهن .. وقد حكى الشيوخ والعجائز فيما بعد ان تلك الحال من الذعر والهلع والتخريب والاستيداد لم تمر بهم
أبدا وان ايام العثمانيين السيئة كانت بسبب الجوع لا أكشر .
لم نستطع التحرك من اماكننا » كان كل منا مطرق الراس يفكر , لم تنتحدث الا كلمات متقطعة عند
الضرورة .. كنا في حالة يآس شديد اذ كنا نتوقع الموت اما قتلا على ايديهم واما من شدة الجوع والبرد والتوتر ,
وكانت الدبابات الاسرائيلية تجوب شوارع بلدنا ذهابا وايابا بينما عدد منهم يحيطنا يتبدل كل يضع ساعات .
بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل فتحوا لنا المحال التجارية التي نجلس امامها فقضينا باقي الليل فيها ..
وكانت المحال معامل احذية تركها اصحابها منذ عامين تقريبا .. لم يكن فيها شيء ابدا » فجلس البعض القرقصاء
والبعض والبعض الآخر افترش الارض لشدة نعاسه وتعبه .. وفي اليوم التالي اراد الاسرائيليون اظهار طيبتهم
فأحضروا بعض صناديق التفاح حين قدوم مصورين صحافيين من وكالات اتباءعالمية. وأحلف أن أيا منا امتنع
عن تناول حبة تفاح » فهي أولا من أيد عدوة , ثم اننا ظننا انه ريما يكون التفاح مسموما , ولكن الصحافيين
ركزوا على تصوير صناديق التفاح أكثر مما ركزوا على تصوير وجوهنا التي اختفى منها اللون والحياة .. ولكن
قلوينا كانت تغلي حقدا وكنا نفكر كيف وصلنا الى تلك الحال .
في اليوم الثالث سمحوا للنساء بالذهاب الى البيوت لاحضار الطعام لمدة ساعة فقط , بقينا ننام في المحال سيع
.ليال » وبعد أسبوع من تلك الحال قال لنا الاسرائيليون بالعربية المكسرة « بروح بيت » وذهب كل منا الى بيته
يتفقده بعيون مشدوهة فالبيوت التي لم تنزلها القذائف العنقودية والصاروخية دخلها الاسرائيليون بيتا بيتا ورشوا
فيها الرصاص فاخترق الرصاص الخزائن الخشبية والحيطان والابواب والصور والمرايا وحتى الثياب . فريما
ترى اذا تجولت في شوارع « بنت جبيل » اليوم شخصا يرتدي « جاكيتا » مرفوا في كمه اى في صدره , فقد اخترقه
رصاصهم آنذاك .. لقد وضع الاسرائيليون بصماتهم على كل زاوية .
بعد رجوعنا الى بيوتنا ويعد ان لمس الاهلون ان الحياة الطبيعية ريما عادت الى مجراها . منهم من رجع الى
بيته بسرعة ليحمي املاكه . ومنهم من امتنع عن الرجوع نهائيا لاسباب خاصة .
بعد عامين من ذلك التاريخ ارتفع عدد السكان الى حوالي ثمانية آلاف شخص .. اقل من ريع العدد الاصلي ..
ووضع هؤلاء ليس بحسن ' بسبب تحكم الاسرائيليين اولا وسعد حداد « وزله » ثانيا بالمنطقة ويأبنهائها .وانهم
لا ينتظرون الا يعم التحرر من ريقة هذا الوضع .
محمد ٠ أمر فصيل ٠ قاد المقاتلين الثمانية الذين حاريوا في محور « تلة مسعود »
وقفعت اول قذيفة على محور « تلة مسعود » في تمام الثانية عشرة وخمس دقائق ٠ كنا فى حالة التأهب والترقب - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)