شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 138)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 100 (ص 138)
- المحتوى
-
الحردل
ونقول ٠ ذلك كان اجتهادا » وكان حسابات لأمور كثيرة » واستجابة لمبادىء دبلوماسية تمرست كثيرا في
واقع التجرية وتجرية الواقع .
وبغض النظر , عن صواب هذا الاجتهاد او خطئه وبغض النظر عن اية تحفظات او ملاحظات يمكن ان
ترد على هذا الموقف» فان الأمر الذي لا بد من تقريره هو ان الموقف الفلسطينى من القضية الافغانية واضح كل
الوضوح في ابعاده ومنطلقاته , عبر عن نفسه وعبر عن القادة الفلسطينيون ؛ وفي مقدمتهم رئيس اللجنة التنفيذية
لنظمة التحرير الفلسطينية ٠ وهو رأي يتلخص في الاقرار بحق الحكومة الافغانية في طلب المساعدة العسكرية من
اصدقائها وحلفائها . وان الحملة المثارة من حول هذه المسألة على الصعيد الامبريالي » وعلى صعيد حلفاء وعملاء
الامبريالية انما هي حملة تضليل وتزوير واسعة , بل هي اوسع حملة تزوير يحاولون تمريرها على المنطقة بشكل
خاص ٠ وفي العالم بشكل عام .
لماذا هذه الغيرة على الاسلام في افغانستان دون الغيرة على الاسلام في ايران ؟
لاذا هذا التنادي الشرس والمتمادي الى حماية الاسلام والمسلمين في افغانستان ٠ دون التنادي الى حماية
المقدسات وصيانة الحرمات الاسلامية التي تنتهكها اسرائيل منذ العام 11717 ؟ ولماذا تتنادى الدول الاسلامية
المتباعدة المتناقضة للجهاد . ويلتف بعضها حول بعض يدا واحدة وقلبا واحدا ويثور غضبها ويغلي دمها » امام
القوات السوفييتية التي دخلت بطلب من الحكومة الافغانية ولا تتنادى امام الاحتلال الصهيوني للقدس التي يقع في القلب منها
اولى القبلتين وثاني الحرمين ؟ لماذا يلتفون حول الاسلام ٠ ومن الذي يلفهم ؟
سياسي يتمثل في محاولة تحقيق حزام امبريالي يحيط بالمنطقة يستثمر شعار الاسلام » ويقوم بحماية المصالح
والاستثمارات والاحتكارات الامبريالية في المنطقة , ولاحكام السيطرة على منابع النفط ومصادر الطاقة » ولتطويق
الثورات ومحاولة حصرها والقضاء عليها 2 وي مقدمتها الثورة الايرانية والثورة الفلسطينية .
ان الاميريالية العالمية , بقيادة الولايات المتحدة الاميركية » تحاول ان توفق بين مصالحها في دعم اسرائيل »
المتمثل في الصهيونية , وتخويفها بالخطر الموهوم ممثلا بالاتحاد السوفييتي , كما تقول الدوائر الامبريالية .
وفي هذا يقول الاخ عبد المحسن ابى ميزر , الناطق الرسمي باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية ؛ في آخر تصريح فلسطيني حول هذه المسألة » قبل كتابة هذا المقال » وذلك في مقابلة له مع صحيفة
الرأي الاردنية يوم 980امايلي ١
. ان المنظمة تعتبر افغانستان دولة شقيقة من حيث هي عضو في المؤتمر الاسلامي , ودولة صديقة في حركة
عدم الانحياز . واننا نحترم ارادة افغانستان في الدفاع عن سلامة اراضيها وصيانة عدم انحيازها » ونرفض
منطق الدول الغربية التي تحاول التظاهر كذبا بالحرص على سلامة الاسلام والمسلمين » وقد تساعلنا لماذا لا تقف
هذه القوى الغربية مع الاسلام والمسلمين في ايران وفي فلسطين والقدس ؟!, .
ويقول ايضا . « ان هذا يكشف يوضوح ان هدف الضجة من قبل الدوائر الامبريالية ليس هو الحصر على
الاسلام والمسلمين , وانما هو تسخير العالم الاسلامي ضد الدول الاشتراكية الصديقة لقضايا العرب والمسلمين
في فلسطين وايران وغيرها من القضايا التي تكافح فيها الشعوب ضد الامبريالية والصهيونية .
« ان هناك نقطة اساسية في الاستراتيجية الاميركية منذ عهد دالاس وحتى الان ٠ تتلخص في ان الولايات
المتحدة تعتير الكيان الصهيوني جزءا لا يتجزأ منها » وهي حريصة: على مده بكافة اسباب القوة . ودعمه في
سياسته العدوانية التوسعية . 1
وفي الوقت نفسه فان الولايات المتحدة لها مصالح مع الغالمين العربيوالاسلامي وفي مقدمتها النفط ٠ ولذلك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 100
- تاريخ
- مارس ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)