شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 6)
- المحتوى
-
كانت اياما كلها تاريخ » نغض الطرف الآن عن تفاصيلها . لنكتفي ؛ بالقول :؛ أن
المجلس الوطني الاول كان في حركة دائبة ٠ نقاش مستمر : شكوك لا تنقطع ؛ مؤامرات لا
تنتهي ؛ مزايدات ؛ تهاون ؛ تهديدات بين التلميح والتصريح » ولجان تسجل وتشطب وتطبع »
ثم تلغي وتسجل من جديد وتشطب ثانية وتطبع من جديد .
ووصلنا اخيرا .. وفي جلسة الختام , اعلن المؤتمر الوطني هذا قيام منظمة التحرير
الفلسطينية , بعد ان اقر ميثاقها ونظامها الاساسي , وانتخب الشقيري رئيسا اول لاول لجنة
تنفيذية قلسطينية . وما كان هذا كله ليتم لولا الجهود الخارقة التي بذلها الرجل دون كلل ا ملل
ودون ان يتسرب اليأس او الهون الى روحه .
انتهينا من الشرعية الفلسطينية . وبقي امام المنظمة ان تستوفي شرعيتها العربية . ولم
يكن ذلك بالسهل أو الهين » وعلى قمم الانظمة من له تحفظاته على المشروع , او على الشقيري
بالذات . ولا داعي ايضا للتفاصيل الان . لنكتف بالقول انه كان امام رئيس المنظمة الوليدة
مهمات عسيرة وعقبات كأداء لا بد من الانتصار عليها وتجاوزها . وتمكن الشقيري من انجاز
هذه المهمات , وانتزع الشرعية العربية في قمة الاسكندرية يوم الخامس من ايلول ( سبتمير )
5 . وأنطلقت قيادة المنظمة بعد ذلك ٠ بقيادة الشقيري , لتبني . من الصفر اوما دونه ,
ما يستلزمه ٠ الكيان »من مؤسسات ودوائر وقوات مسلحة ؛ واتخذت من القدس مقرا للكتبها
الرئيسي . وافتتحت الفروع في العواصم العربية ... التي سمحت بذلك .
ويدأ الشقيري معاناة « المسؤول » . بعد ان وصل الى موقهه . علما بأنه كان لا يزال بلا
امكانيات وحتى بلا صلاحيات , وتتطلع اليه الابصار وكأنه امتلك العصا السحرية . وليس
عليه الا ان يحركها لتأتيه بالمعجزات . وشعبنا . شعب فلسطين . شعب صعب ؛ معطاء
وسخي وكريم ؛ ولكنه شعب من القادة والرؤساء . والكل كان مستعجلا التحرير » وهذا حق »
ولكن ما كان لجنين أن يقد الى هذه الدنيا بمجرد التقاء النطفة ببويضة الرحم دون مرور تسعة
اشهر على الاقل !
في تلك الايام , كان مجرد رفع « علم » فلسطين قوق شرفة ابي مكتب من مكاتب منظمة
التحرير » يحتاج الى صراع طويل عريض مع الدولة المضيفة . وكأن سماء العرب الطافحة
بسواري الرايات القطرية قد ضاقت براية فلسطين . سقت هذه مثلا لكي يتذكر القارىء ما كنا
عليه في الستينات من اوضاع .. 1
انصافا , نعترف للراحل الكبير بقدرته وكياسته وصلابته في خوض معاركه في هذا
المجال من التحديات التي واجهت منظمة التحرير . وبالانصاف نفسه . تقول ان الحظ لم
يحالفه يمعاركهالداخلية , سواء مع ٠ جيل الشباب » ممن انخرطوا في المنظمة وارتضوا بها
اطارا لنضالهم ؛ أو مع المنظمات المسلحة التي كانت لا تزال مترددة في موقفها من المنظمة
واعتمادها ارضية مشتركة لنضالاتها . ولا اريد هنا الخوض في التفاصيل او اصدار
الاحكام . لسببين : الاول . ان جلال المناسبة التي من اجلها كان هذا الحديث يفرض عليتا
ذلك : والثاني . انني كنت طرفا في هذا الصراع ولا يجوز لي بالتالي ان اكون حكما او مقيّما .
كل ما استطيع قوله _وفي هذا عودة على ما قدمت به هذا الحديث . ان الرجل ؛ وهو المناضل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)