شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 15)
المحتوى
الطريق نحو اقامة سلم دائم وشامل في الشرق الاوسط . بعد ايجاد حل كامل للقضية
الفلسطينية . لا تبدى في حقيقتها الا حلفا بين الاطراف الثلاثة التي وقعتها . الولايات المتحدة
ومصر واسرائيل . وهدف هذا الحلف ليس فقط تأمين مصالح الاطراف المشاركة فيه . كل
حسب مفهومه . بل كما يبد بسط نفوذه على كافة بلدان منطقة الشرق الاوسط , تحت
هيمنة الشريك الاكبر : الولايات المتحدة .
وعند هذا المنعطف , تبدى مخاطر جديدة ‎٠‏ وتظهر ملامحها على الوجه الآخر من عملة
السلام المصري ‏ الاسرائيلي ؛ وان لم تكن واضحة بما فيه الكفاية ؛ اذ أن احدا من الاطراف
المعنية لم يتعامل معها حتى الان , او على وجه التحديد ‏ لم يجد نفسه في وضع شبيه
بالوضع الحالي . واول هذه المخاطر هي تلك النائجمة عن طبيعة الحلف الثلاثي الجديد ,
والاهداف التى سيعمل على تحقيقها . فسعي هذا الحلف الى بسط نفوذه على منطقة الشرق
الاوسط ؛ في محاولة لتأمين مصالح اطرافه . كل حسب مفهومه ؛ تحت الهيمنة الاميركية من
جهة , واقامة كتلة معادية للسوفيات من جهة اخرى , لا بد من ان يصطدم بالسياسات
المستقلة للدول العريية المعنية ومصالحها ‎٠‏ فيؤدي بالتالي الى تفجير صراع من نوع جديد في
العالم العربي . غير ان من الخطأ الاعتقاد بأن ابعاد هذا الصراع ستكون واضحة , باعتبار
انها ستدور بين ابيض واسود , بل على العكس من ذلك ستكون الوانها مختلفة ومتشابكة
بعضها بالبعض ؛ لان لكل من الاطراف المرشحة للانضمام لهذا الحلف مفاهيمها ونظراتها
الخاصة بها لهذا الصراع . بل ان بعضها لا يمانع في اقامة احلاف جديدة , بشرط الاستجابة
لطلباته الخاصة به ؛ وعلى ان يتم ذلك وفق مقاهيمه . ومن هنا يطل الخطر . فكثرة الاطراف
المعنية بهذا الصراع , اى المرشحة لأن تنضم اليه » وتباين نظراتها الاستراتيجية ‎٠‏ تهيىء
المنطقة , بالاوضاع التي تسود فيها . لان تدخل في مرحلة تكاد تكون شبيهة بتلك التي كانت
قائمة ايام الصليبيين ؛ بالتحالفات الغريبة التي كانت تعقد آنذاك , والحروب التي كانت
تتبعها . بل ان الاوضاع السائدة في الشرق الاوسط , على ما فيه من انظمة وقوى
وشخصيات ؛ ذات منطلقات واتجاهات مختلفة , تكاد تمهد الطريق لان يعود التاريخ نفسه مرة
اخرى . واذا وقع ذلك . ستحشر القضية العربية بعامة , والفلسطينية بخاصة , في نطاق
ضيق , ويتجه الصراع نحومسارات اخرى . ليست في مصلحة العرب » وخصوصا المشرق .
غير ان مثل هذا الاتجاه قد يعتبر , من ناحية ثانية » خطرا بالنسية لاسرائيل ايضا ؛ اذقد
يفسر من قبل بعض الدوائر الاسرائيلية بأنه مناف لبعض المفاهيم الاستراتيجية الصهيونية
الاساسية . ووضع كهذا قد يدفع اسرائيل الى التصرف بشكل آخر . فالعلاقة بين بعحض
الانظمة العربية ؛ الدائرة في فلك الامبريالية او المتحالفة معها او المرشحة لذلك . قد تكون
احيانا تكتيكية او مرحلية ؛ على ما قد ينجم عن ذلك من أخذ ورد أو تغيير في المواقف . ولكن هذه
العلاقة نفسها , بالنسبة لاسرائيل والصهيونية » هي استراتيجية وثابتة » ينبغي المحافظة
عليها والتمسك بها , بشكل تبقى معه فريدة في نوعها ولا يشارك فيها احد ؛ لانه في اللحظة التي
يزداد فيها النفون الامبريالي في المنطقة . ويضم اطرافا آخرين ايضا , يتقلص الحيز الذي
تشغله اسرائيل في الدائرة بأسرها , ويخف « وزنها » وتمس ‎٠‏ وحدانيتها » , على ما قد يتبع
ذلك من ضعضعة لمركزها وتقليص في الدعم الذي قد تحصل عليه . ويلاحظ ان القادة
الصهيونيين كانوا يبدون ‎٠‏ دائما وايدا » حساسية بالغة تجاه محاولات الدول الغريية »
1
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)