شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 17)
- المحتوى
-
لقد كتب , حتى الان » وقيل الكثير عن فوائد السلم مع العرب ؛ بالنسبة لاسرائيل » او عن
مخاطره ومضاره . وان كان ما كتب او قيل حتى الان لا يعدو كونه محاولات نظرية لاستشفاف
هذه النواحي وابعادها , اوما قد يترتب عليها فان « تجرية » السلم الاسرائيلية المصرية
تضيف اليها . مدى عمليا ملموسا . تجدر ملاحظته .
فمن ناحية , لا شك في ان هنالك ترحيبا ٠ على وجه العموم ؛ في اسرائيل , بعقد السلم مع
مصر , بغض النظر ( تقريبا ) عن الشروط التي يتم بها او « التنازلات ٠ التي يقدمها الكيان
الصهيوني او ٠ الغبن » الذي قد يلحق به من جراء ذلك . والدوافع الكامنة وراء هذا الموقف
واضحة . اشرنا الى بعضها اعلاه ولا حاجة لتكرارها هنا . بل يلاحظ ان نشوة الفرح عمت
فعلا قطاعات واسعة من الاسرائيليين عندما اتضح لها ان اتفاق السلم الاسرائيلي المصري
سيصبح حقيقة واقعة . ولكن . من ناحية اخرى . ما ان هدأ الغيار وعادت الاوضاع الى
طبيعتها تدريجيا ؛ بعد ان « راحت السكرة وجاءت الفكرة » . حتى اكتشف الاسرائيليون ان
اتفاق سلم مع اكبر الدول العربية ليس البلسم الشافي لجروحهم . كما انه ليس الضماتة لحل
المشاكل التي يواجهونها . رغم ان الكثيرين منهم اعتقدوا . خلال فترة طويلة . عكس ذلك .
وهذا الواقع لا يحتاج الى جهد كبير لاستكشافه . فخلال السنة الاولى من » عهد السلام ».لم
يطرأ . مثلا ؛ تحسن ملحوظ على مركز اسرائيل السياسي في العالم , ولا زالت علاقاتها مع هذه
الدولة او تلك المجموعة من الدول كما كانت عليه سابقا . اما اوضاعها الاقتصادية فلم تبق على
وضعها من عدم التحسن فحسب ٠ بل ازدادت سوءا عما كانت عليه قبلا . حتى ان التضخم
المالي لديها وصل . خلال السنة الماضية ؛ الى اكثر من /٠٠١ , وازداد تعلقها بالمعونات
الخارجية . وهي اساسا اميركية . كما ان اعباءها العسكرية لم تخف . بل بقيت في احسن
الاحوال على ما كانت عليه ؛ فاسرائيل لا تزال تسعى الى تدعيم قوتها العسكرية. كما يبدو
من خلال افتراض أن اتفاق السلم مع مصر غير قائم . ولا يتم ذلك فقط من قبيل الاحتياط لما قد
يطرأ على الجبهات الاخرى , اي المشرقية , المحيطة باسرائيل , بل انه ناجم ايضا عن تحسب
من تحركات مصر . ف المستقبل .
واذا كانت هذه باختصار . هي بعض الاسباب التي لا تجعل اتفاق السلم مع مصر مدعاة
للفرح بالنسبة ل ٠ لاسرائيلي العادي » . رجل الشارع , على الاقل , فان هنالك ايضا دواقع
اخرى . تحرك تيارات صهيونية تحتية تسير في اتجاهات معاكسة ٠ وترى في ذلك الاتفاق ١ في
احسن الاحوال , نذير شؤم ؛ ان لم يكن اسوأ من ذلك . فليس سرا ان هنالك مجموعات
وافرادأ من غلاة الصهيونيين . دون الحاجة الى تعريقهم هنا او محاولة الوقوف على مدى
تأثيرهم وفاعليتهم . ممن لا « يحلمون ٠ بالسلم مع العرب »لذلك فانهم ببساطة لا
يسعون اليه ولا يؤيدونه . والدوافع المحركة لاعتبارات هذه المجموعات عديدة . ولكن اهمها
ناجم عن قناعتها بأن هدف الصهيونية النهائي ينبغي ان يكون اقامة دولة يهودية كبيرة » ربما
٠ امبراطورية ٠ . في شكل مملكة اسرائيل الثالثة » تسيطر على مساحات واسعة في المشرق
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10396 (4 views)