شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 18)
المحتوى
العربي وتضم الملايين من السكان اليهود . ويعكس ذلك , لن يكتب لاسرائيل , بحدودها
الحالية ومواردها المحدودة وقلة سكانها , العيش طويلا ؛ اذان العالم العربي سيبتلعها » ان
عاجلا او اجلا . واصحاب مثل هذه المنطلقات لا يرحبون كثير! , بالطبع ‎٠‏ بأي اتفاق سلم مع
اي طرف عربي؛ لان أي اتقاق من هذا النوع يضع , بمجرد توقيعه , العراقيل امام تحقيق
احلامهم .
ومع وصول الليكود . برئاسة مناحيم بيغن » الى الحكم في اسرائيل ؛ في صيف عام
3707 . انتعشت أمال تلك المجموعات ‎٠‏ التي كانت تائهة في صحراء المعارضة خلال فترة
طويلة , بعد اعتقادها بأن بداية السير على الطريق نحو اسرائيل الكبرى باتت قريبة . مع تسلم
أنصار « الصهدونية الكييرة » مقاليد الحكم في الكيان الصهيوني . ولكن هذد الآمال لم تدم
طويلا: أذ سرعان ما « قاجاً » السادات اسرائيل بزيارته للقدس , التي نمت بالنسية لاولئك
عن مفاجأة اكثر سوء! . وذلك مع استجاية بيغن لدعوات السلام واقدامه على ‎٠‏ خيانة
الصهيونية » . بتوقيعه أتفاق سلم ليس في مصلحة اسرائيل . مما حدا بتلك المجموعات ألى
الانفضاض من حول « المستسلم »» والاتجاه الى ممارسة نشاط سياسي خاص بها . ولا
يهمنا هنا النشاط السياسي المباشر لهذه المجموعات ‎٠‏ وان لم يكن هامشيا , بقدر ما تعنينا
الادعاءات والآراء التي تطرحها , والتي يبدو انها تحظى باهتمام ؛ واحيانا بتعاطف , لدى
دوائر صهيونية اخرى . اكثر اتساعا ونفوذا » خصوصا ان تلك القناعات . الآخذة في
التيلور . قد تكون لها انعكاساتها على الموقف الاسرائيلي من مسألة السلم مع العرب الاخرين :
ويعتقد اصحاب هذه القناعات ان اتفاق السلم مع مصر , بمجمله , لم يكن في مصلحة
اسرائيل » ولا يخدم اهدافها على المدى البعيد . فالسادات , بالنسبة لاصحاب هذا الرأي »
وان يكن قد « احرج ‎٠‏ اسرائيل باستجابته لمعظم طلباتها , بل والذهاب احيانا الى ابعد مما
كان متوقعا منه ؛ في هذا الصدد ؛ اوقع الكيان الصهيوني استراتيجيا , في نهاية المطاف , في
شرك السلام . الذي كثيرا ما نصبه الاسرائيليون للعرب ‎٠‏ واوقعوهم فيه , فكسبوا الجولات
معهم , الواحدة بعد الاخرى . ولكن السادات هو الذي كسب الجولة الاخيرة , وبشكل لا يخلو
من خطورة بالنسبة لاسرائيل . فبموجب اتفاق السلم » حققت مصر لنفسها مكاسب
استراتيجية واضحة ؛ اذ استعادت سيناء باكملها , ومهدت الطريق لحلف بينها وبين الولايات
المتحدة ؛ مما قد يعود عليها بالفائدة ويمس بمكانة اسرائيل . واحتفظت لنفسها بوضع مبهم
من حيث موقفها من قضايا المشرق العربي ‎٠‏ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية » مما قد يسمح
لها باتخاذ الموقف الذي ترتأيه في الوقت المناسب . وفي المقابل . حصلت اسرائيل على منافع
‎٠‏ عاطفية ‎٠‏ مشكوك في جدواها , بل ويمكن الغاؤها اذا تغيرت الظروف . فاكبر تنازل حصلت
عليه اسرائيل , وهو الاعتراف المصري بها . يكن ان يسحب ؛ والسفارات يمكن ان تغلق او
تجد نفسها في وضع تصبم معه عديمة الفائدة , والاتفاقات المتبادلة كتلك , مثلا , التي تنص
على فت الحدود وكافة اجراءات التطبيع المترتبة على ذلك يمكن ان تلغى بجرة قلم من قبل النظام
17
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7276 (4 views)