شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 20)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 20)
المحتوى
ومستمر منذ ما يزيد على نصف قرن , وهو الذي ساعد الامبرياليين وحلفائهم ‏ اتباعهم
الصهيونيين على تحقيق العديد من اهدافهم . وقد تنبه الصهيونيون باكرا لهذه الاوضاع ,
وبالتالي انماط التعامل المترتبة عليها » واستغلوها في اكثر من مناسبة لصالحهم . بل ان
بعضهم وضع , استنادا الى ذلك , واحدة من النظريات الرئيسية في العمل الصهيوني ,
وخلاصتها ان العرب لن يتفقوا يوما ما على سياسة موحدة , وان اتفقوا فان اتفاقهم هذا لن
يدوم طويلا . ولذلك ما على الصهيوتيين الا عدم الاكتراث كثيرا بما يقوله العرب او يخططون له ,
وبالتالي المضي قدما في تنفيذ سياستهم . والادهى من ذلك ان اسس هذه النظرية تبدو كأنها لا
تزال سارية المفعول حتى اليوم .
ولكن . على كل حال ‎٠‏ ومهما كان من امر التفرقة المستحكمة في صفوف العرب » فان من
المعلن والمعروف -رسميا على الاقل ‏ ان هناك اتفاقا معينا , وان لم يكن متكاملا » بشأن ما
ينبغي السعي للحصول عليه في ظل الاوضاع الراهنة ‎٠‏ وكيفية مجابهة سياسة كامب ديفيد .
فبعد زيارة السادات للقدس ‎٠‏ انعقد مؤتمر القمة العربي التاسع في بغداد , في اوائل تشرين
الثاني ( نوفمبر ) ‎١574‏ > وقرر ‎٠‏ ان قضية فلسطين قضية عربية مصيرية وفي جوهر
الصراع مع العدو الصهيوني , , مؤكدا , ان النضال من اجل استعادة الحقوق العربية في
فلسطين والاراضي العربية المحتلة مسؤولية قومية عامة . وعلى جميع العرب المشاركة فيها » كل
من موقعه وبما يمتلك من قدرات عسكرية واقتصادية وسياسية وغيرها ‎٠‏ . وبالنسية
للفلسطينيين ؛ فالهدف هو ‎«٠‏ استعادة الحقوق الوطنية للشعب ( الفلسطيني ) ‎٠‏ بمافيها حقه
في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني » . وهذا عمليا هو البرنامج
السياسي لنظمة التحرير الفلسطينية , كما اقره المجلس الوطني القلسطيني » في دورتيه
الاخيرتين .
غير إن هذه القرارات » مثل قرارات عديدة !خرى مشاأيهة لهأ . صدرت عن مؤتمرات القمة
العربية السابقة » او عن مؤتمرات ثنائية او غيرها , بقيت حبرا على ورق . فمتذ صدورها لم
توضع . مثلا . اية اوراق عمل أو خطط او برامج لتنفيذها » بل اكتفى العرب » عموما ,
بقرارات الادانة او الشجب لاتفاقات كامب ديفيد ؛ التي استصدروها من الامم المتحدة » أو
من هذا المؤتمر الدولي أو ذاك . وفي المقابل » كان الطرف الآخر هو الفاعل والنشيط ؛ الذي
يسعى حثيثا لتحقيق اهدافه ؛ ويبذل كل ما في وسعه لتذليل العقبات التي تعترضه . وواضح ما
هى التحديات المترتبة على ذلك ‎٠‏ خصوصا ان سياسات الطرف المعادي صريحة للغاية . فليس
هناك انسحاب من الاراهي المحتلة سنة 19717 , ولا موافقة على منح الشعب الفلسطيني
حقوقه المشروعة , ولا اعتراف بحقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه
الوطني . ولا منظمة التحرير الفلسطينية مقبولة , ولا اي من التنظيمات المنضوية تحت
لوائها . ولا شخصياتها . بل ليس هناك ايضا تقاهم حول شكل او جوهر الحكم الذاتي »
الذي طرحه أطراف كأمب ديفيد . وحديث الفلسطينيين او بعضهم . عن ان ‎٠‏ العالم كله
15
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)