شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 128)
- المحتوى
-
ويعتبر القنصل الاميركي هذا الدعم من قبل الطوائف اليهودية في أورويا وأميركا بمثابة واجب
يتحتم القيام به ؛ وهو يشبه الانفاق على الجيوش لدى الأمم الغربية أو رجال الدين في الكناشس
اليونانية والكاثوليكية © .
من الطبيعي ٠ والحالة هذه . أن يجد القنصل نفسه متورطا في مشاكل لا نهاية لها
ناجمة عن حتمية وجود آناس لم تعجبهم طريقة توؤيع الصدقات . وغالبا ما كان الحاخامون
يقومون بارسال رسائل احتجاج الى الحاخامين الاميركيين الذين يقومون بدورهم يايصال
الاحتجاج الى وزارة الخارجية » وهذه بدورها ترسل الى القنصل الاميركي في القدس مستفسرة
عن حقيقة الوضع . ويما ان عددا كبيرا من المهاجرين اليهود كانوا مسنين ومرضى ٠ فأن كل ما
كان يراه القنصل في الطائفة اليهودية في القدس هو سمات ملاجىء العجزة .
في مثل هذه الظروف لم يكن من السهل اقامة مستوطنات زراعية يهودية » وهو الفرض
الاساسي من جلب هؤلاء اليهود ودعمهم ماليا وتوفير الحماية القنصلية لهم . فنوعية الطاقة
البشرية لا تصلح للقيام بالاعمال الزراعية , والفئات المستفيدة من نظام الصدفات
( الحالوكا ) لا تسمح بفقدان امتيازاتها ٠ وخاصة فئة الحالحامين , اما بقية الجمهور فقد
استمرأ العيش على المخصص الشهري المضمون بدون بذل اي جهد عقلي أو بدني . وكانت
هناك مخاطر تترتب على التهديد بقطع الصدقات واشتراطها بالقيام بعمل انتاجي ما . من هذه
المخاطر : التحول كليا عن الديانة اليهودية واعتناق المسيحية او الاسلام في حالة انقطاع
المخصصات . وقد حدث هذا فعلا في اكثر من مناسبة .
لقد كانت الجهات المعنية ياكساب المهاجرين اليهود سمات اجتماعية انتاجية ؛ على
حساب السمات الطائفية » عن طريق اقامة المستوطنات الزراعية , واقعة في معضلة .
فالاحداث العالمية كانت تتسارع , والمنطقة المحيطة بفلسطين تكتسب اهمية متزايدة مع ازديكت
حجم التجارة العالمية » وحركة محمد علي باشا حاكم مصر , وفتح قناة السويس . واليهود لا
يهاجرون الى فلسطين الا باعداد قليلة جدا ٠ وبنوعية اقصى ما يمكن ان يطلب منها هو ان
تتواجد في حارة مى حارات القدس القديمة , وعلى بقية العالم ان يوفر لها الحماية ونفقات
العيش . فاذا ما حدثت مشكلة سي سية ما يستطيع اي قنصل , سواء كان قنصل النمسا او
روسيا اوبروسيا أو يريطانيا او الولايات المتحدة ؛ ان يعد لحسايه بضعة آلاف من رعايا الياب
العالي المشمولين بحماية هذا القنصل او ذاك . ويخلاف ذلك لم يكن يهود فلسطين , في الفترة
موضوع حديثنا . على استعداد لان يقوموا بأي عمل لاعالة انفسهم . غير ان الانتشار كان
ضروريا . وكان ضروريا الخروج من المدن الاريع المقدسة ( القدس والخليل وطبريا وصفد )
وأستيطان الساحل الفلسطيني .
للخروج من هذه المعضلة اتجه تفكير بعض القوى لاقامة مستوطنات زراعية بقوى بشرية
غير يهودية » بحيث يؤدي ذلك الى احدى نتيجتين او الى النتيجتين معا : الاولى هي تحقيق نجاح
المستوطنات الزراعية التي تقيمها قوى بشرية غير يهودية في تقديم نموذج ناجح يستتبع جلب
المزيد من المهاجرين غير اليهود فيتحقق بذلك خلق التجمع السكاني الغريب الذي من شأنه ان
يؤدي الى اخضاع البلاد للدولة التي قدموا منها ؛ والثانية . وهي الاكثر واقعية , ان يؤدي
نجاح المستوطنات الزراعية الاجنبية الى إثارة غيرة اليهود والبرهنة لهم على وجود امكانات
1١ / - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)