شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 149)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 149)
المحتوى
عرقي او ديني , هي الحل الطبيعي للتناقض ؛ لا
نها تزيل اسبابه . وفي الحالة الثانية ( براءة الطرف
العربي), يكون الحل الطبيعي هو في الكف عن الغفلة
وحسن النية » وفي التفاهم مع القوى الانسانية
المناهضة للعنصرية والطغيان . ومن الواضح إن
الرواية تبنت , في آخرها »الحل الثافي.ولكن ليس
فيها ما يتفي الحل الاول او يستيعده .
”ب النقيض هو صراع على ارض ‎٠‏ ووجود
طرفين عانى كل منهما وتعذب »وكل منهما واثق
ؤيداخله من قوة حججه ومن قوة ولائه للنىع
المتنازععليه. وكذلك من شدة حاجته! لىهذا الثىء.
فالقلسطيني العريي هو ابن الارض البارلم يفكر
بسواها ولا يستطيع ان يعيش خارج اطار ثراها
الندى وهوائها النقي وسمائها الصافية الخيرة في
وقت واحد . لقد اقتلع من ارضه وتشرد وتقلب في
التجرية . ولكن وجوده يظل ناقصا ما دام بعيدا عن
الارض . وهو لا يشك.حين يتحدث بيراءة كاملة
ويقينية تامة,في أن القدس بلده وحيفا بلده وياقا
بلده .
وبالمقابل , هناك اليهودي المسهيوني الذى تعذب
وتشرد ء والقي في روعه دائما ان منجاته في اأرض
فلسطين.وان وطنه هناك وخلاصه وسعابته . واتت
الحرب العالمية الثانية وموجة الاضطهاد التي
صاحبتها , لتؤكد لليهودي ان نعيمه هناك في
فلسطين ( خارج نطاق اوروبا ) . وقد تراكم لدية من
الاوهام والمعتقدات والتخيلات والتفكير الرغبي ما
جعله. كالفلسطيني_غير قادر على التفكير بالبديل .
فخياره الوحيد هو فلسطين , ومشكلة الاخر لا تعنيه
ابدا ما دام غارقا في مشكلته حتى الاثنين : وهو
مستعد لذبح الاخر او تشريده او اذلاله لان هدقه
يعميه من جهة , ولانه يتصور هذا العمل خدمة
للحضارة من جهة اخرى.
اذن معضلة ‎٠‏ النقيض » ان كل طرف يعتقد ان
أختياره الوحيد كامن في مصارعة الاخر على الارض
والوجود العين فوق الارض . وبالطبع هناك قروق بين
الطرفين من عدة جوانب.ولكن جوهر السألة يبقى في
هذه القناعة وفي ذلك الاختيار وحيد الجانب لدى
الطرفين . ان كلمة « القدس ‎٠‏ مملؤة بالمعاتني
الوجودية والوطنية والتاريخية والعاطفية والدينية
لدى الطرفين . وهي تهز كل واحد منهما حتى عمق
1١14
اعماقه . ها هو ‎١‏ علي » يناجي امه : « .. وعندما
يقولون جنا بالعنف لتحرير القدس ستقولين يا امي
هذا هدفي ايضا . فالقدس لك مثلما هي لهم مدينة
مقدسة . لكنك لم تتعلمي العنف حتى الان . واذا
فعلت وجدت نفسك سجينة أو مطاردة رص ‎١١١‏
‏من الرواية ) .
ويرجى الا يوحي هذا الكلام لأحد من الناس بأن
المؤلف محايد أو مقتنع بالحجج العربية والصهيونية
على حد سواء . ان العاطفة السائدة في الرواية هي
العاطفة الوطنية الفلسطينية الانسانية فير
الشوفينية . ولكن المؤلف يحب دائما ان يؤكد ان حدة
النقيض ( ويالتالي صعوبته وتعقده ) ناجمة . في
جانب كبير منها , عن توافر القناعة لدى كل طرف
بحقه التاريخي والقومي والوجودى والديني في
الارض المتنازع عليها .
وبالطبع » يترتب على ذلك ان العالم يمكن ان
يضلل بسهولة من قبل الطرف الاقوى والاوسع حيلة
(الصهيوني), وكذلك يمكن ان تكون جولة الصراع
لصالح الطرف الاقوى ؛ فيبقى لاحد الطرقين فضل
القوة . ومن هنا ايضا , لم يكن من خيار أمام
الجانب العربي الا ان يعد نفسه للمواجهة وبالتحالف
مع اصدقائه الطبيعيين ( الطبقة العاملة او المناضلة
ضد القاشية ) .
- النقيض غير متكاقء الطرفين من حيث
القوة . فعلى جاتب منه هناك الطرف المهيوني
المدبر . المتسلل بحذر ‎٠‏ المزود بالقوة وبالمكر ايضا
(كابليوك)ء وعلى الجاتب المقابل هناك الطرف,
العربي البسيط الطيب القادر على تحمل العذاب
العاجز عن الحقدالمستعد ابدا للغفران .
وهكذا! في باريس ( بعد الذى صار ) يلجا
« كابليوك » الى غرفة علي الذي يستضيفه ويعطيه
مفتاح الغرفة . ولم يكن علي غبيا ولاسانجاءولكنه
كان اتسانا سويا لاحظ ان صاحبه محتاج ومطرود
ومشرد ‎٠‏ فلم يتفحص موقفه ولم يحسب حساب
المستقبل لا لعجزه عن ذلك فيما يبدو من الرواية ‏
ولكن ربما لانه وجد نفسه اسير قدرية خفية . ان
مشكلة « علي ‎٠»‏ ليست في كونه قد وجد مسوغات
خاطئة لقبول «كابليوك», وانما هي في كونه قد اغفل
مناقشة الموضوع . كأنما كانت ارادته مشلولة او
يقظته غير ناجزة . وحتى حين يخامره شعور بسوء
تقدير قعلته ( فتح الباب على مصراعية ) فانه لا
تاريخ
أبريل ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)