شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 153)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 153)
- المحتوى
-
انها تمثل أحيانا وجهات نظر متباينة . على (نه في
القسم الثاني ينتظم تناوب زوايا الرؤية بين علي
وكابليوك , ريما علامة على شدة يروز النقيض
واكتمال عناصره ٠ وهو تطور قوي لصالح الرواية .
وتعج رواية « النقيض ٠ بالرموز , فهناك العم
والأم والبندقية والفلاح أمين والأب وروزالي » وكذلك
البطلان علي وكابليوك . وكلام الرواية كله ينحو
منحى رمزيأ 2 ولكنه رمز غير مغرق ولا يكتنفه
الغموض الشديد , وان كان يشكو كثيرا من التداخل
والتقاوت في ثقل المعنى المتسوب اليه ؛ قكائما ارادله
الكاتب ان يكون رمزا وواقعا في وقت واحد . وكأنه
كان يخشى ان تفلت منه حرارة الواقع او دقة الاشارة
المقصودة . ولذلك كثيرا ما كان يعدل عن الرمز الى
الواقع وعن الايحاء الى التقرير . وقد دفعه الى ذلك
دفعا أن تركيب الرواية لم يسمح لكثير من الافكار
بأن تتجسد تحسد! قعليا . فما كان منه إلا إن
أردقها دائما بالشرح المباشر . وهذا ما يقود الى
التساؤل عن وخليقة الرمز في هذه الرواية وعن جدواه
وفعاليته . الم يكن الرمز مجرد «٠ وسيلة
أيضاح 2 © *
ان اللغة أيضالا تطيع المؤلف بالحد الذي يريده ؛
ولا تنساب ذلك الانسياب الرائق القادر على حمل
القارىء على جناحين من الفهم والتأثر . انها أشبه
بلغة مقدودة منصخر.ومع ذلك , قانها لا تصي ب كبد
المعنى المقصود . وهي في الأغلب تقارب ولا تصمي .
وهناك كلمات كثيرة أجنبية ؛ كالأوتيل والبارمان
والباترون ٠ وهناك تعابير كثيرة أعجمية ولا سيماني
الحوار الذي يبدو أشبه بالترجمة الرديئة .
وبالطيع , قد يكون الأمر مقصودا لأن المحاور
الأخر هو دائما طرف اجنبي-فكأن المؤلف يريد ان
يضع الحوار في جوه الطبيعي . غير ان ذلك يصعي
أن يعد تسويفا كافيأ . فمن جهة لا يبدو , علي » اقل
1١
عيا من اقرانه في الرواية . ومن جهة اخرى تدل
التجارب الروائية أنه يمكن التوصل الى اللمسة
الطبيعية للحوار عن طريق سيولة لغوية حية محقونة
بحسن التصرف الفني الذي يحميها من ققر الدم
اللغوي .
لبا
ويستعين المؤلف بكفاءة واضحة بشتى اشكال
الذكريات والأحلام واحلام اليقظة وتداخل المشاعر
وتناوب الشعور بالزمان والمكان.وهو محيط احاطة
كاملة . بأصول هذه الحيل الفنية , ويظل اجمل ما
في الرواية فنيا ان بطلها ه علي » هو في وقت واحد رمز
وغير رمز ؛ وانه موجود في عالم الواقع ولكن وجوده
مجازي ؛ وهو يسري عن نقسه بملء فجوات وجوده
بالكلام والعمل والحب والتسلية والتألم والتذكر ,
ولكن وجوده الحقيقي يظل قائما في مكان آخر وزمان
آخر . وهو لايستطيع ان يستل عالمه الداخلي من
شبح (وريما مليف) هذه الحقيقة . لأن هذا الشبح
الذي يأخذ شكلا كابوسيا في كثير من الأحيان لا يفتأ
يلاحق حركة حياته ويطغى على وجودها الملموس
ويمحق معالة .
#ا# #«
وأخيرا ٠ استطيع ان أخمن اف قراءة سريعة
للدراسة الحالية يمكن ان تضع القارىء في حيرة من
أمر موقف الناقد منها : فهو تارة مادح وتارة
قادح , فلنقل انن .حلا للأشكال ٠ أن هذه الرواية
محاولة جريئة ريما كانت الأولى من نوعها في ارتياد
جوهر التناقض الذي شغل المنطقة العربية والعالم
منذ مطلع هذا القرن ٠ ولنقل ان صاحبها مدرك
ضخامة المحاولة وصعوبتها » ومسلح أيضا بما
تحتاجه المغامرة من الأسلحة . ولكن غمله هذا لا
ينبغي إن يعكس بالضرورة ٠ كل مواهبه التي
أظهرتها اعمال فنية اخرى نشرها قيل هذه المغامرة
ويعدها .
د . حسام الخطيب - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)