شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 178)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 101 (ص 178)
- المحتوى
-
الاميركية ( 17 /5 ) لمهزلة التصويت الاميركي في
مجلس الامن مع قرار وقف سياسة الاستيطان
الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة , وتراجع
الرئيس الاميركي كارتر عن هذا التصويت على أنه تم
بطريق الخطا( ... ) .
واذا كانت الولايات المتحدة قد جعلت نقسها
موضوع استهزاء واحتقار مرات عدييدة ٠ خلال
العقدين الماضيين . فيما يتعلق بقضايا كثيرة ,
خاصة مواقفها من قضايا التحرر الوطني , قأننا
نستطيع ان تلمس مدى ابراك الرآي العام
الاميركي , هذه المرة » لعمق الخطأ الذي وقع قيه
كارتر عندما أوقع الدبلوماسية الاميركية وأجهزتها
وهيبة الولايات المتحدة معا في هذا الدرك , الأمر
الذي جعل رد الفل الاميركي نفسه يلغ الحد الذي
تعبر عنه عبارة مجلة ٠ تايم ٠ الاميركية .
وما تقوله مجلة « تأيم » لا يمكن أن يوصف بأنه
تأييد للعرب قضلا عن ان يكون معاديا لاسرائيل ,
فان لروايتها هذه القصة . تحت عنوان « مهزلة
التصويت ف الامم المتحدة ٠ تكتسب اهمية خاصة .
فهي بدأت بالتساؤل . اهى تراجع مذهل ام خطأ في
الاتصالات ؛ وسردت الوقائع كما يلي . وقق السفير
دوتاك ميلا , مندوب جامايكا ورئيس مجلس الامن
لاشهر الحالي ( اذار مارس ) «وتوجه الىمجلس
الامن قائلا , أعرض للتصويت الان مشروع القرار
المرفق بالوثيقة رقم س0./ 585١ ا. ورقضع
اعَضْناء المجلس ايديهم للتصويت على القرار . ثم
اعلن الرئيس نتيجة التصويت . « ١5 صوتا لصالح
القرار ولم يعترض احد ولم يمتنع احد ». وتوجه
السفير الاميركي ( دونالد ماكهنري ) الى المجلس ,
يتحدث في اعتزاز قائلا . ٠ انه لمن دواعي سعادة
الوقد الاميركي ان عبر المجلس عن رأيه بالاجماع
تجاه هذه المسألة الهامة ». لقد كانت بالفعل
مناسبة لها دلالتها التاريخية . فلأول مرة تؤيد
الولايات المتحدة قرارا ينتقد اسرائيل بهذه الحدة .
قهل هذا ما حدث بالقعل ؟ بعد مرور يومين أصدر
الرئيس كارتر بيانا مذهلا ٠ يقول فيه أن التصويت
الاميركي حدث خطأ . فما الذي يمكن ان يكون قد
حدث ؟ لقد عكفت الدبلوماسية الاميركية قرابة شهر
على دراسة مشروع القرار وتدقيق كل نقطة فيه . فهل
يتصور ان يجري التصويت بطريق الخطأ من جانب
الجهاز الديبلوماسي المدرب الذي يتبع تلك الدولة
العظمى ؟ هل كانت هناك ثة
1١و
واشنطن وسفيرها في نيويورك ؟ أم كانت هناك ثقرة
في الاتصالات بين الرئيس الامسيركي ووزير
خارجيته ؟
أن التفسير الذي اعطاه كارتر ساذج وغير معقول
في الوقت ذاته . لقد حطم كارتر بضرية خاطفة ما
زرعه بعناية خلال عام الانتخابات من انه رجل الدولة
الذي يتصرف في قضايا السياسة الخارجية بهدوء
وقفطنة .
وذكرت ٠ التايم » من ناحية اخرى «١ ان
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ
الاميركي يجري تحقيقا للتعرف على وقائع هذا
الفصل المؤسف في تاريخ الدبلوماسية الاميركية ٠» ,
وأنه من الواضح « ان وجود كارتر وسط السباق
الانتخابي اثار ردة الخوف من الاصداء السياسية
المترتبة على ادانة اسرائيل . وتأثيرها على الاصوات
اليهودية » في اإنتخابات الجولة الاولى ٠ في كل من
نيويورك وقلوريدا والينوي وكاليقورنيا » .
واختتمت ٠ التايم ٠ تحقيقها قائلة ان الامر
الاشد مدعاة للاضطراب هو ١ عجز الرئيس في هذا
التصرف الخاص عن التكهن بتأشير استنكاره
للتصويت . فقد بدا سواء ديلوماسيا في الخارج
وسياسيا في الداخل أن التراجع كان اسوأ بكثير
مما لو كان اكتقى بابتلاع رد الفعل الحاد للقرار
نفسه ... لقد تساعل دبلوماسي أوروبي كبير . « انه
هى الرجل الذي يضع اصبعه على الزر النووي .
قماذا لو ضغطه , ثم عاد قغير رأيه ؟».
والواقع إن تراجع كارتر عن التأييد الاميركي
لقرار مجلس الامن , جاء في وقت كانت الانظار
مشدودة فيه نحو نشاط اوروبي غربى كثيف يشأن
الشرق الاوسط , وبالتحديسد بشاأن القضية
القلسطينية والموقف الغريي منها . بل انه جاء في
وقت كانت فيه مصادر اميركية رسمية قد ذكرت في
واشنطن (؟ /5 ) ان الرئيس كارتر وافق على
التصويت لصالح قرار مجلس الامن الذي تدد
بسياسة بناء المستوطنات الاسرائيلية » وذلك «تجنبا
للاستقالة التي هدد بها سفيره لدى الامم المتحدة
ماكهنري » . وقالت هذه المصادر أن ماكهئري ابلغ
كارتر انه سيضطر للتخلي عن منصبه في الامم
المتحدة اذا عارضت الولايات المتحدة قرار مجلس
الامن , لانه ( اي ماكهنزي ) كان قد اتفق على
صيغة القرار مع مندوبي الدول العربية والاسلامية في
الامم المتحدة . كما ذكرت هذه المصادر ان وزارة
الخارجية الاميركية أيدت موقف ماكهتري » وان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 101
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10394 (4 views)