شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 13)
- المحتوى
-
انما يعني التقهقر والتدهور , في نظر هولاء المقاتلين الذين يسعى الشيخ بشير الجميل على
التعبير عن « ضميرهم المتأجج » وامكانية « التحول تدريجيا الى ضمير رافض » .
ولقد اتقن الاعلام الانعزالي ٠ وخصوصا في اذاعة الكتائب وفي الجرائد « المحلية »
الصادرة باسم تنظيمات صغيرة ٠ كيفية نشر الخوف الدائم لدى الجمهور المسيحي العريض
ولا ينضب الخوف والجزع دائما على احداث مشخصة , وانما ينشران في حالات كثيرة
« لذاتهما » ».فيبقى مفعول التحريض ضاغطا دائما على المتلقين . فالخوف من هجوم وشيك
لجيش التحرير الفلسطيني على جبل لبنان مثلا » ابقى قسما من ابناء الجبل في حالة من الهلع
طوال اشهر كاملة ولاسيما في مطلع الحرب سنة 141/0 » خصوصا لكثرة ما يستمعون الى عبارة
« جيش التحرير » ومعها عبارات « المخربين » ى « الابوات » و « الارهابيين » » تتكرر في
الاذاعة الكتائبية » وغيرها من وسائل الاعلام الانعزالية . وبالتالي فان الخوف من اجتياح
فلسطيني ويساري وى« اسلامي » من شانه ان يجعل الناس مستعدين لتأييد كل ما يصدر عن
الكتائب وحلفائها . والخوف من ان ينتزع « الغرباء » ارزاق هؤلاء السكان وبيتهم » يجعلهم
مستعدين لتقديم الدعم المالي للاحزاب ٠ المنقذة » وذلك باعتبار ان التضحية بالجزء هي امر لا
بد منه لاجل انقان الكل !
ويقول علماء النفس ان المتلقي الذي يعيش في هذه الدوامة ليلا نهاراً ولفترات طويلة .
كثيراً ما يعود به الذهن الى أشكال بدائية من الولاءات الغيبية » وفقدان القدرة على التفكير
النقدي ..كما ان التحريض المعتمد على التخويف المستمر يراد منه تعزيز حاجة المواطن الى
الاثارة المرتبطة بالخوف . والاعتياد على الخوف هو عنصر أساسي في قبول المغامرات
الانتحارية ؛ وهذا ما أثبتته تجرية الدول الامبريالية في مغامراتها « الانقاذية » في أماكن مختلفة
من العالم .
هذا مع العلم بأن القائمين على التحريض لا يكشفون ٠ عادة . جذور الخوف وأسبابه
الحقيقية . كما يرفضون استخدام كلمات محددة ومن النوع الذي يسهم في العودة الى الواقع .
فكل حادثة صغيرة يقوم بها مسلح فلسطيني أو يكون على علاقة بها , يجري تصويرها وكأنما
قوات الفدائيين ومعهم سوريا والعراق والصومال وكويا وروسيا والصين .. كلهم يتآمرون وكلهم
يريدون ابتلاع لبنان وابتلاع المنطقة !
ولا حاجة الى القول بان الاعتماد على الأمثلة التاريخية يعطي فائدة كبيرة في الوصول الى
ترسيخ القناعة بوجود الخطر المخيف . وفي « مذكرة لشرح الوضع ف لبنان » صدرت عن جامعة
الروح القدس ( الكسليك ) في عام 151/8 » جاء وصف حماسي لسلسلة الجبال اللبنانية التي
لا تبعد كثيرا عن شاطىء البعر المتوسط , والتى كانت دائما ملجأ وملاذا للاقليات الهارية من
الاضطهاد . واول طائفة التجات الى هذه القمم الجبلية كانت طائفة الموارنة . تلامذة مار
مازون , وقد توافدوا اليها في هجرتين متتاليتين : الاولى في القرن السادس للميلاد والثانية بعد
الفتح العربي لسوريا حوالى منتصف القرن السابع .
وتنطلق المذكرة من هذه اللوحة الدرامية لتصل الى اسس قيام « الصيغة اللبنانية » :
انها سبب وجود لبنان ٠ ولبنان هو كناية عن اقليات جمعت بينها ارادة التعايش واحترام القيم
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6886 (5 views)