شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 16)
- المحتوى
-
اولا الى ان فرنسا هي دولة عظيمة بين الدول الخمس الكبرى . وان تكن الدول الاريع الاخرى
اغنى منها اقتصاديا واقوى ماديا وعسكريا ٠ الا أن فرنسا تظل اغنى منها حضاريا وفكريا
وانسانيا وتراثًا .
« ولان فرنسا تعتبر ؛» بحق » رائدة الحضارة الاثسانية ولان لبنان يعتبر بحق رائد
الحضارة الشرق اوسطية » ولان ثمة صلة حضارية تربط بين البلدين وتؤّمن التفاعل بين
القارتين » ولان الحضارة في لبنان تنحرها الخناجر الهمجية ,
« فمن اجل ذلك كانت رسالتى اليك ...
« فاذا كنتم يا سيدي تعتبرون هذا اللبناني حضارة وقيمة انسانية ليس لاهله فقطيل لكل
ارض تحت قبة كل سماء » فيجب ان يكون حرصكم عليه مثل 'حرصنا عليه , الا اذا كنتم
تستطيعون ان تخلقوا لبنان اخر يجمع هذه الخصائص الفريدة وهذه المميزات الفريدة .
« فاتركوه اذاك يحتضر واتركوه يمزق امعاءه على الطريقة اليابانية . ولكن ثقوا يا سيدي
اننا لن نترك بلادنا تموت امام اعيننا ونحن احياء . لن نترك بلادنا الارض الواحدة ؛ بلادنا
الشعب الواحد , بلادنا الحضارة الفريدة . فاذا لم تنقذها يد الله اويد الانسان » فلن نتركها
تتحول ارضا همجية ويلاد! بريرية ومسرحا للموت , واوكارا للافاعي وترية للدنس » بل نحرقها
نحن » نحن نحرقها ونحرق انفسنا معها رمادا مقدسا فوق تراب مقدس » .
وهذا ما حصل فعلا او يكاد . والمشروع الانعزالي الذي قالت عنه القوى التقدمية
اللبنانية انه مشروع انتحاري داعية جميع اللبنانيين لمقاومته , قد اثبت بالممارسة , وبالاعلانات
الصريحة , انه كذلك . والذي يختلف هو اللغة والاسلوب اللذان يعير بهما المشروع عن
حقيقته . وما عبرت عنه اذاعة « صوت لبنان » في لغة « حضارية » انطلاقا من امجاد ماضية
تنسبها لحزب الكتائب كرمز للبنان , تعبر عنه هذه الاذاعة في لغة مختلفة » احيانا اخرى ؛
وانطلاقا من المهاترات اليومية والشتائم والامثال البذيئة والتهديدات والشائعات . ولا يمر يوم
الا وتنسج فيه الاذاعة المذكورة , بالتنسيق مع اجهزة اعلامية دأخلية وخارجية , عدة شائعات
ضد الفلسطينيين وضد القوى المعادية للمشروع الانتحاري . فيتراءى المواظن اثة محاط
بمسلسل من الاهوال ٠ وان المنطق الوحيد الذي يمكن الركون اليه هى منطق ٠ القاتل أو
المقتول » . وهى الاسلوب الصهيوني نفسه في كل حال .
وقد كتبت جريدة « صوت التمور » التي اصدرتها القيادة العسكرية « للوطنيين
الاحرار » خلال الحرب » في مجال عرضها اسباب الحرب ومسؤولية الفلسطينيين واضطرار
الشيخ بيار الجميل لتوجيه ندائه الى الشباب اللبناني لحمل السلاح لتحرير الوطن : « .. ومن
يجهل سير المعارك وقتكذ ؟ بل من ينسى الشعارات التي طرحت في صفوف القوات اللبنانية التي
اطلقها رجال الفكر : لن يبقى فلسطيني على ارض لبنان وعلى كل لبناني ان يقتل فلسطينيا على
الاقل ؟ ويينما المعارك حامية الوطيس سمع احد الاساقفة يقول للمقاتلين : كل من يقتل
فلسطينيا اعطيه براءة دخول الى السماء, ().
وفي الفترة نفسها ( نيسان 191/7 ) كان الشيخ امين الجميل يلتقي الطلبة الكتائبيين في
00 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)