شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 122)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 122)
- المحتوى
-
تنطلق الرواية من اختفائه ؟ . مثلما تحمل « البحث عن وليد مسعود » . كرواية , الكثير من
سمات ٠ السفينة ٠ , قان « وليد مسعود »نفسه , كشخصية روائية مركزية ؛ يحمل كثيرا »
بل وكثيرا جدا من صفات « وديع عساف » في السفينة » بل ريما هى اياه » ولا تغير الا في
الاسم : كلاهما فاسطيني المولد , وكلاهما له الطفولة اياها والتجاح في الحياة اياه ؛ وكلاهما
يعمل في جقل واحد هو حقل المال والاقتصاد : وكلاهما مثقف كبير , وكلاهما ولوع بالنساء
ومعشوق .ان وليد مسعود هى وديع عساف وقد اضاف له المؤلف صفة واحدة هي أنه
« فدائي » ؛ وتلك صفة لا تعدل شيئًا من سياق هذه الشخصية الروائية » وربما بدت زائدة
ونافرة في السياق العام لهذه الشخصية .
اضافة الى تشابه شبكة العلاقات والشخصيات في الروايتين ٠ ثمة تشابه آخر في التقنية
الروائية . ف« البحث عن وليد مسعود », ك «٠ السفينة » , تقوم على تقنية « تعدد
الاصوات » . حيث كل شخصية روائية تقوم بقسطها في سرد اونسج الرواية دون ان يكون
هناك صراع في بنية الرواية اى في وجهات نظر شخصياتها يوجب مثل هذه التقنية . فجميع
شخصيات الرواية مجمعة على الاعجاب بوليد مسعود وليس هناك خلاف في وجهات النظر حول
شخصيته » بل ان ما يلاحم بين شخصيات «٠ وليد مسعود » هو نفسه ما يلاحم بين شخصيات
« السفينة », وهو العلاقات العاطفية . والجديد في « البحث عن وليد مسعود » هى
« التمركز » حول شخصية وليد مسعود بالذات » بحيث تشكل هذه الشخصية , في اختفائها
وفي حياتها , العمود الذى رفع عليه البنيان الروائي . قمن هى وليد مسعود , هذه الشخصية
شبه الاسطورية ؟
كما تقدم »لا جديد في شبكة العلاقات التي تنسج هذه الرواية ٠ بل لا جديد كذلك في
الشخصيات ؛ فشخصية وليد مسعود ٠ تكرر «شخصية وديع عساف التي تعيد شخصية
« جميل فران » في ٠ صيادون في شارع ضيق » . ان أي تحليل لوليذ مسعود سيكون تكرارا
لتحليل الشخصيات السابقة ؛ فجميع الشخصيات الروائية في « البحث ... » تتصف
بالصفات نفسها التي تتصف بها الشخصيات في الروايات الاخرى . جميع الشخصيات
غنية ؛ ذكية ؛ معشوقة ؛ مثقفة ؛ تناقش اعقد الامور وهي تشرب وتعشق ؛ وهذا الكلام
ينطبق على الشخصيات النسائية انطباقه على شخصيات الذكور ؛ فالنساء لدى جبرا ابراهيم
حبرا دائما « متعلمات وغنيات وينات عائلة » وكل شخصية تملك سيارة وفيلا ومكتبة عامرة .
ولنأخذ مثلا شخصية المقاول « عامر عبد الحميد » كما تقدمها رواية « البحث عن وليد
مسعود , +
« عامر يعيش لحاضره فقط , لهذه اللحظة بالذات » العابرة سريعا كسحابة صيف في
سماء بقداد » ويغداد تعني له « داره التي ورثها عن ابيه وجددها » وحديقته الفسيحة ومكتبته
الزاخرة بالكتب الاجنبية . فهو على عكس أبيه يكاد لايقرأ شيكا بالعربية ٠ اللهم الاما يكتبه
بعض اصدقائه كوليد مسعود مثلا . وفي السنوات الاخيرة اذا اراد قرأة كتاب بالانكليزية ,
فانه يدفع بالكتاب آلى زوجته لتقرأه وتعطيه خلاصته وتدله الى يعض الفقرات التي تحثه على
قراءتها . بغداد تعني له مائدته العامرة » ومطبخه العصرى المزود بمؤونة تكفي حيا في سنة
مجاعة » ومجموعة خموره الفرنسية والالمانية وانواع الويسكي الاسكوتلندي والياباني ,
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)