شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 146)
- المحتوى
-
يفوق كل ما انجزه الفلسطينيون على هذا الصعيد
خلال سنوات نضالهم الكياني السابق . فقد انجز
بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة » وتم
إرساء دعائم حضورها الدائم فلسطينيا وعربيا
ودوليا . وفوق ذلك تمت بلورة اهداف كيانية اكثر
وضوحا وتحديداً من ذي قبل . واقتريت مفاهيم
الكيانية لدى منظمات المقاومة من محددات الكيان
الاساسية , وهي السلطة والارض والشعب .
ففي هذه المرحلة » تم لاول مرة في تاريخ النضال
الكياني تبني شعار اقامة سلطة وطنية فلسطينية
مستقلة كهدف نضالي مركزي .
وفي هذه المرحلة » جرى كذلك الحديث عن الضفة
الغربية كأرض فاسطينية تخص الشعب الفاسطيني
وحده ومشروع سلطته السياسية ؛ وتركز النضال
السياسي لمنظمة التحرير على هدف منع عودة الحكم
الاردنى للضفة الغربية . والى جائب ذلك حسمت »
بشكل كلي , ألة التمثيل السياسى للشعب
الفلسطيني » وتم اعتماد منظمة التجرير على
المستويين العربي والدولي كممثل شرعي وحيد غير
منازع ؛ وسلم الاردن لاول مرة للمؤسسة الكيانية
الشرمية الفلسطينية بهذا الحق .
وتوجت هذه الخطى الكيانية , بالخطوة الكبرى
والاساسية عندما تبنى مؤتمر القمة العريي ٠ الذي
عقد في الرياض عام 191/5 , رسميا شعان الدولة
الفلسطينية المستقلة .
وهكذا » وفي وهج هذه الانتصارات الكيانية ,
تبنت رسميا كل قيادة العمل الفلسطيني الممثلة في
الهيئة الاشتراعية الاساسية لمنظمة التحرير
الفلسطينية , المنعقدة في شهر آذار لالا9١ في
القاهرة ؛ اعلانا سياسيا مكوئاً من خمس عشرة نقطة
قرار مؤتمر القمة العربي في الرياض ٠ الذي نقل
منظمة التحرير الفلسطينية من منظمة تساوي حركة
وطنية كما يقول المؤلف , الى منظمة تساوي دولة
ومرجعا سياسيا قاطعأ في كل الشؤون والتفاصيل
الفلسطينية . ويذلك صارت الدولة الفلسطينية
المستقلة بوصلة العمل الهادية للتطبيقات
الدبلوماسية والعسكرية المتصاعدة المنظمة التحرير
الفلسطينية .
وتبقى لنا ملاحظات
بعد هذا الجهد المضني والهام الذي بذله المؤلف
1١1غ
في هذه الدراسة ٠ وقبل أن نناقش محتوى الكتاب
ونبدي ملاحظاتنا عليه , لا بد من القول بأن الشعيبي
قد تجاون بهذه الدراسة كثيرا مرحلة التجريب
والولادات القيصرية في الكتابة » ولم يضيع شاطه في
هذه السباحة الطويلة . فوصل وهذا هو المهم .
اما عن ملاحظاتنا فنبدأً بالعام منها وهي كالتالي :
١ الاقتباسات الكثيرة والطويلة والمكررة تنهك
القارىء وتتربص به في كل زواريب وازقة البحث
لتنتصب امامه كالمتاريس فيتشتت لحسابها » ويبحث
عن المؤلف فلا يجده. لقد إختفى الشعيبي خلف هذه
الاقتباسات التي تشكل ثلاثة ارباع الكتاب . وهي
طريقة مألوفة لدى البعض ٠ ولكنها غير مقبولة في
تهريب وجهات النظر المترتبة على استقراء هذه
الاقتباسات التى لا يجوز لها ان تبهت شخصية
الكاتب . فالاقتباسات والاستشهادات في اي بحث
يجب أن تبقى طفيفة هامشية كالظلال في اللوحة
الفنية. ؛ كلها من الكماليات التي لا يتم الكمال الا
بها .
١ -لست من اتباع المدرسة التي تبيع وهما إسمة
الحياد في البحث باسم الموضوعية . وفيما اظن » فان
الشعيبى كذلك . فقد اختار كما يقول منذ البدء موقفا
دون ان يفقد رؤية المواقف الآخرى . أما اختياره
لوقف فبعد قراءتنا للكتاب لا نشك بذلك ٠ واما عن
رؤيته لمواقف الآخرين فهي امنية لديه ولدينا لم
تتحقق على ما يبدى » بل بقيت معلقة ويقينا نعج
بالاحباط .
فالكتاب متخم بالاقتباسات الشيقة ولكنها متحيزة
واحادية الجانب بشكل فاقع , إن بمصادرها أى
بعددها او بطولها اويمواقعها في صلب البحث ؛ حيث
اعاد الكاتب ترتيب المشاهد من خلال هذا التحيز ,
مما افقدها مقتضيات الاستقراء الحصري . فمن
بين 757 اقتباسا وردت في الكتاب والتهمت ثلاثة
ارباعه , نجد أن المؤلف قد تمكن من استقراء مواقف
٠ فتح » من اكثر من مصدر أصيل مطبوع وشخصي
عبر خمسين اقتباسا . اما تجرية حركة القوميين
العرب الغنية بالارهاصات الكيانية فقد اكتفى
بخمسة اقتباسات منها فقط ومن مراجع ثانوية . اما
فكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , فقد استقاه
المؤلف من ست اقتباسات ومن مصدرين فقط على
الرغم من سيل الادبيات الرسمية الاصيلة للجبهة .
لقد تعامل المؤلف مع جريدة ٠ الحياة » اللبنائية ست - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 102
- تاريخ
- مايو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)