شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 150)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 102 (ص 150)
المحتوى
الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة . بعبارة
الاستعانة بها فقط , لتوفير الموارد المالية الكافية
لحصول اسرائيل على الاسلحة المطلوية لاعوام
الثمانينات . ولكن يهوشفاط هرامابي كان اكثر جرأة
وصراحة في هذا المجال , حين قال أن على اسرائيل
أن تقامر بكل شيء باستثناء علاقاتها بالولايات
المتحدة ‎٠‏ لان الاخيرة هى مصدرفا الاول والوحيد
عسكرياً وسياسياً واقتصادياً . ويرى رابين انه
« عملياً » . وبالنسبة للسبعينات « وصل طرقا
النزاع العربي ‏ الاسرائيلي الى مستوى من
التسلح . من حيث الكم والكيف » يفوق قدراتهما
المالية . وهو مستوى لم يكن الحصول عليه ممكنا
دون الاستعانة بالمساعدات الخارجية » . وفي هذه
المقارنة قدم رابين ميررا قوياً ضد بعض الهيئات
الاسرائيلية التى تطالب بالاعتماد على النفس حتى
يتسنى للقرار الاسرائيلي الاستقلال التام . وهو
يقول : « ان الانتاج العسكري الذاتي لاسرائيل لا
زال يشكل نسبة قليلة من مركبات وعناصر القوة
العسكرية الرئيسية لدينا , والمبنية في الاساس من
اسلحة الطيران والمدرعات والمدفعية التي نحصل
عليها بشكل رئيسي من الولايات المتحدة . وبالمقابل
فإن معظم الاسلحة التي تصل الى دول المواجهة هي
من المصدر السوفياتي » وهي اسلحة ‎٠‏ تستطيع كمأ
ونوعاً » أن تبني قوة عسكرية تشكل خطراً على
اسرائيل ‎٠.»‏
لقد قرر رابين ..ويشكل صريح ‎٠‏ أن الانتاج
الحربي الاسرائيلي ‏ رفم كل التبجمات
الاسرائيلية , وبشكل خاص تلك منها التي تقول إن
أسرائيل قادرة بعد فترة.زمنية على الاعتاد كليا على
انتاجها العسكري - لا يشكل الا جزءاً صغير جد أ من
عناصر القوة , وهذا .الجزء سيبقى دون اية فعالية
اذا لم يستند الى الاسلحة الاميركية المتطورة .
واهمية هذا يفصح عنها قول رابين : ‎٠‏ اما العنصر
الذي قيد الجيش الاسرائيلي في الماضي وسيقيده في
المستقبل عن بناء قوة عسكرية كبيرة » فهى عنصر
وسائل القتال » وليس العنصر البشري . اقصد أن
عنصر وسائل القتال كما وكيفاً هو الذي حدد قوة
جيشنا » اكثر من العنصر البشري » .
ويبدى ان رابين » نتيجة لخلافات مع دافيد بن
- غوريون تعود الى أواخر الاربعينات , اراد ايجاد
ثغرة ينفي بها مقولة بن - غوريون التي يلخصها قول
16
الآخير : ‎٠‏ ان العنصر البشري هو الاساس في أية
معركة وليس وسائل القتال » لذا يجب ان يتركز همنا
الاول في تنشيط عملية الهجرة الى الدولة وخاصة
الشباب » . واذا كان رابين قد ركز على وسائل القكال
ووضعها في المكانة الاولى مقدماً اياها على العنصر
البشري ‎٠‏ فانه قد أخل بالمبدأ والمبرر الاول لوجود
اسرائيل . وهى جمع الشتات . اما اذا كان ينظر
للامر من وجهة النظر العسكرية البحتة ‎٠‏ فانه قد
يكون محقاً لان الاسلحة الحديثة والمتطورة لا تتطلب
قوى بشرية كبيرة لتشغيلها واستثمار الفائدة
القصوى منها .
القوة العسكرية واهداقها السياسية
ولنفرض ان القوة العسكرية الاسرائيلية التي
يطالب رابين ببنائها من اسلحة اميركية متطورة قد
وجدت فعلاً . فما هى الاتجاهات والاهداف
السياسية التي يبفي تحقيقها » وكيف تستطيع
المراتب السياسية استغلال هذه القوة , للحؤول دون
نشوب حرب أخرى ؟ 1
للأجابة على هذا السؤال استعرض رابين نظريات
كبار المحللين العسكريين امثال فون كلاوزفيتس »
التي تقول : الحرب ليست سوى استمراز للسياسة
ويوسائل اخرى . ففي الخرب يجب تدمير القوة
العسكرية للطرف الاخر .. من اجل فرض ارادة
سياسية عليه . اي يجب: استعمال القوة العسكرية
الى درجة الحسم الشامل في الحاق الهزيمة
بالخصم , بهدف فرض حل سياسي عليه . وذلك »
بالضبط ؛ كما فعل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية
ضد الماثيا النازية » وكما فعلت الولايات المتحدة
باستعمالها القنايل الذرية ضد اليابان » الامر الذي
جعل الخصم يستسلم في الحالتين دون قيد اوشرط ,
وبالتالي استطاع الحلفاء واستطاعت الولايات المتحدة
فرض ارادة سياسية على المانيا واليابان . وهنا يقول
رابين : « تجدر الاشارة الى ان لاسرائيل قيوداً
اساسية ؛ من حيث قدرتها على تجسيد وابراز القوة
العسكرية ‏ واستثمار اكبر فائدة منها لجهة انجاز
الاهداف السياسية . فدولة اسرائيل لا تستطيع
وضع الاهداف. التى وضعها الحلفاء ضيد المانيا
والولايات المتجدة ضد اليابان » لجيشها , وهذا ليس
لان اسرائيل غير قادرة على القيام بجهد قومي شامل
لبناء قوة عسكرية تستطيع احراز حسم عسكري
تاريخ
مايو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)