شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 6)
المحتوى
مستقراً . وأيا كانت وجهة النظر , التي قد ينطلق المرء منها » يبدو الموقف الاميركي ذا تأثير
هامشى في تلك المفاوضات .
أما النظام المصري , ثانياً » فانه لا زال مستمراً , بقيادة « الرئيس المؤمن » في تقديم
التنازلات للاسرائيليين » الواحد تلو الآخر , دون اي مقابل يذكر . ويبدى انه ليست هناك اية
قيود على بهلوانيات السياسة الساداتية » ولا الحدود للانحراف والخنوع وضيق الافق التي
تسيطر على عقلية ذلك الرجل الذي يقف على رأس النظام المصري ؛ وعلى معاونيه والمؤتمرين
بأمره . اذ كلما ازداد تصلب الاسرائيليين وتمسكهم بمواقفهم المتشددة » أمعنٍ السادات في
تقديم التنازلات لهم . وآخر « مآثرة » , في هذا الصدد' , هو أنه في اليوم الذي أعلن فيه عن
ه تعليق » محادثات الحكم الذاتي , تعبيراً عن عدم رضاه عن « التقدم » الذي تم احرازه
بشأنها » قام بتوقيع سبعة اتفاقات جديدة , دفعة واحدة » مع اسرائيل ؛ في أطار « تطبيع
العلاقات » بينها وبين مصر . وينبغي ألا نستغرب , والحال هذه ؛ ان يصل بعض الاسرائيليين
الى قناعة مفادها أن « الريس » رجل مزاجي وغريب الأطوار ليس من كبار الاستراتيجيين أو
الفكرين » تورط بعقد السلم مع اسرائيل وسار على طريق لا تعرف نهايته » ولا يستطيع الرجوع
. ولذا ليس امام اسرائيل الا الاستمرار في استغلاله وتحقيق ما يمكنها من المكاسب على
مساب مصير , واذا كان هذا مووضع السادات كما يفهمه بعضهم » فليس هنالك ما يخيف في
« تهديدات » السيد الرئيس أ« نرفزاته » , أكانت متعلقة بالحكم الذاتي او بغيره ؛ اذ ليس
أمامه , في نهاية المطاف , الا الموافقة على الموقف الاسرائيلي » اى السكوتٍ :
وأما الفلسطينيون. ثالثاً فلم يكونوا , كما أنهم ليسوا الآن ‏ في وضع يستطيعون معه
التأخير , بصوزة ملموسة » غلى الموقف الاسرائيلي تجاههم »ان كان الأمرمتعلقاً بالحكم الذاتي
أو متعلقاً بسواه . صحيح ان الفلسطينيين يخوضون ضراعاً » سياسياً وعسكرياً » ضد الكيان
الصهيوني منذ فترة غير قصيرة . وصحيح أيضاً أنهم يحرزون من حين الى آخر + انتصارات
هنا وهناك » ترافقها احياناً انتفاضات داخل الاراضي المحتلة . تريك الاسرائيليين الى حد ما .
ولكن »صحيح أيضاً ان الاسرائيليين استطاعوا مواجهة ذلك النشاط الفلسطيني او التقليل من
تأثيره عليهم . ولم يصل الوضع حتى الان , بالنسبة لهم , الى ذلك المدى من الحدة او الحرج
اللذين يصعب معهما السنيطرة عليه , اسرائيلياً .
ولذلك يبقى الموقف الاسرائيلي هو الموقف المتحكم , أساساً في مفاوضات الجكم الذاتي
ونتائجها . ولا ينجم ذلك فقط عن حقيقة ان الاسرائيليين هم المسيطرون عفليا على: الارض
والسكان ‎٠‏ موضوع تلك المفاوضات والاقتراحات , وبالتالي فان لموقفهم وزنه ' خصنوصاً في
غياب قدرة اي طرف آخر ‎٠‏ يمكن ان تحملهم على القبول بما لا يرضون به أصلاً . فهناك أيضاً
القناعات والاعتبارات الذاتية والمصالح الخاصة الاسرائيلية. من جهة » والرغبة والقدرة على
التغيير في موقف الحكم الاسرائيلي من مجهة ثانية , ثم امكانات تغيير المجموعة الحاكمة من جهة
ثالثة . وهذة العوامل كلها . منفردة أى مجتمعة تظهر ان الحكم الذاتي » بالمفهوم المصري .أو
حتئ الاميركي له ‎٠‏ غير مقبول اسرائيلياً . وحتى لو كان مقبولا فانه غير قابل للتنفيذ ‏ وان تم
تنفيذ بعض مراحله » فقد تتغير رموز النظام وتتجه السنياسة الاسزائيلية نحو مسارات أخرى .
تاريخ
يونيو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7282 (4 views)