شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 41)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 41)
المحتوى
أكاذيبها وما تروجه من ادعاءات باطلة ضد الدق الفلسطينى والعربى .
للاعلام | اهمية خاصة في التأثير على القرار السياسي , اما الدوائر الاعلامية المختلفة »كما
عرفناهاء فلها تأثير مختلف على القرار السياسي في الشرق الاوسط . وقد تكلمنا في هذا المقال عن
الدوائر الخاصة بالعالم الخارجي , ولكننا لم نتكلم عن دائرتن العربية . معتبرين بذلك »
ضمناً » أن هذه الدائرة الاعلامية العربية هي الدائرة التي تستمد منها الثورة الفلسطينية
الدعم والعون والاستمرار . والحياة ايضاً . انه لمن المؤكد ؛ بل ومن البديهى أن تكون الساحة
العربية هي البحر الذي تتحرك فيه الثورة الفلسطينية كطليعة ثورية . ولكننا يجب ألا تأخذ
الامور بهذه البساطة ‎٠‏ أو ان نسلّم بهذه البديهية . ان مثال السادات ,لا يزال حياً في اذهانناء
بل لايزال ماثلاً امامنا . وهنا نرى ان الجماهير المصرية تباطأت في رد الفعل المضاد للسادات .
ويعود ذلك لعدة اسباب ,ما يهمنا منها في هذا المجال » هو ترويج الاعلام المصري لاتفاقية كامب
ديفيد ولخطوة السادات الخيانية ؛ مما جعل الفلاح المصري يصدق الوعوذ الكاذية والكلمات
الرنانة المعسولة الخادعة : ولا تزال هناك اصوات في دائرتنا الإعلامية' هذه , تتهم الفلسطينيين
ببيع اراضيهم في فلسطين , كما لا تزال هناك اصوات مدسوسة أخرى تروّج أ ن الفلسطينيين
يريدون التوطين هنا أى هناك . أن دائرتنا العربية هذه لا تخلو أذن من الالغام , ولا تلو من
التأثيرات الخارجية القادمة مع الاعلام الصهيوني من الغرب . فالمتفرنجونّ في عالمنا العربي
كثيرون , وهم لا يزالون يتشبهون بالغرب و في اعتقادهم ان عصر الاستعمار لا يزال قائماً .
ومنهم من يعتقد ايضاً ان كل ما يأتي من الغرب جيد »حتى لوكان هد امأ لقيمنا ومثلنا ولعاداتنا
وتقاليدنا وحضارتنا فمرض الفرنجة والتفرنج موجود في دائرتنا » وهو ما يشكل خطراً على
نضالنا وعلى قضيتنا . خصوصاً اذا توصل هؤلاء المتفرنجون الى سدات الحكم .
هناك من يتهم الفلسطينيين في د ائرتنا الاعلامية العربية بشن الاعتداءات على اسرائيل ,
وهذه هي مصيبة أخرى » خصوصاً لآنها تأتي من اطراف داخل دائرتنا الهربية . ومنهم من
يريد ديع قضيتنا لقاء صفقة لهذا او ذاك ‎٠.‏ ومنهم من لا يزال يتامز على قضيتنا خوفا على
مصالحه الشخصية , معتقداً أن عجلة التاريخ تبقى ثابتة ولا تتحرك . وهناك امثلة كثيرة لا
داعي لذكرها .
ان هذا الاختراق في ساحتنا الاعلامية موجود ‎٠‏ ولكن لا يزال محصوراً ولا يشغل
الاغلبية العظمى من الشعب العربي ‎٠‏ كما انه آخذ في الانقراض يوماً بعد يوم مع تزايد النهضة
الثقافية والتعليمية في العالم العربي . ولا شك في ان الفجوة بين حضارتنا والحضارة الغربية
ستتقلص مع ارتفاع الوعي السياسي والثقافي والحضاري لامتنا العربية ؛ وستتقلص معها
العقد الموروثة عن عهد الاستعمار والتخلف .
نقطة أخرى مهمة لا بد من الاشارة اليها ؛ وهي ان الاعلام لا يأتي طوعاً أو عفوياً اوبناء
على عواطف . واجهزة الاعلام التي تحركها الفئات الحاكمة لا تتحرك بدافع عفوي او انساني .
فالعمل السياسي لا يعرف الانسانية . فالغرب يجري خلف مصالحه المتشعبة الموجودة بكثرة في
منطقتنا . ولذلك لا بد من استعمال الضغط عنى الدول الاوروبية وعلى الغرب بشكل عام » حتى
1
تاريخ
يونيو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22441 (3 views)