شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 137)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 137)
المحتوى
للاخلاق التي يؤمنون بها . فأخلاقنا لا يمكن ان تنسجم مع اخلاقهم .
الزنزانة : تختلف عن ‎٠‏ الاك » . فهي بلا مرحاض ويمنعونك فيها حتى عن ساعة الخروج الى الهواء
والشمس . والتدخين فيها ممنوع . فهي مكان قريب من حجم الاكس » لكنه مكان مظلم واقل تهوية . وحين يز بك
فيها يجردونك من ملابس السجن ويزودونك بملابس بالية #متسخة . فاذا اردت ان تقتضي حاجتك يخرجونك مرة
واحدة صباحا للمراحيض المشتركة بين الزنازين ‎٠‏ وبعد الظهر مرة اخرى , ‎١‏
والحقيقة انه بين جميع اشكال الاعتقال استطيع ان اقول ان الزنزانة هي اقسى فهم لا يتورعون عن الضرب
في كل اماكن الجسد . ان الاكسات والزنازين هي اقسى اشكال القمع .
اقدمت على محاولة لقتل حارسك .. وقبل اسابيع اقدم فدائيان على ضرب سجاتيهم .. هل تتكرر
هذه الظاهرة كثيرا في المعتقلات الصهيونية + 1
ج - فيما يتعلق بضربي للسجان : كنت في ذلك الوقت منفيا هناك بعد اضراب في ‎٠‏ السبع » استمر احد
عشر شهرا .. كان اضرابا عم كل شيء باستثناء الطعام . مثلا رفضنا استقبال اهالينا ‎٠‏ كما رفضنا الاستحمام ,
وممارسة العمل في السجن ‎٠‏ والخروج الى نزهة الشمس , واعتبروني المسؤول الاول عن هذا الاضراب . .فقاموا
بتفيي الى اكسات الرملة . قضيت هناك ثمائية عشر شهرا ‏ وهذه اطول.مدة يبعد فيها المعتقل في مثل هذه
الحالات ‏ الا انه نتيجة لالحاح وضغط رفاقي واخواني من السجناء ‎٠‏ تقلت بعدها الى سجن عسقلان . حيث
وجدت انه بحاجة الى اعادة ترتيبات تنظيمية
وما ان بدات اتحرك لكي'اعيد ترتيب التنظيم داخل هذا السجن حتى عادوا لينقلوني الى الاكسات مرة
ثانية وهتا حاولوا الستخدام كافة الوسائل للذيل من معنوياتي والثيل من كبرياثي وكاتوا ممرحمين على تحطيمي
نهائيا . فهنالك تشكلت لدي القناعة التالية : اما ان تجبن وتضصعف وتنهار وبالتالي تستسلم ؛ واما ان تكون المبادرة
بيدك فتبدا انت بالهجوم ‎٠‏ على اساس أن خير وسيلة , للدفاع هي الهجوم . كنت متيقنا من اثني لو تركتهم فسوف
يستمرون في خطهم الذي يرمي الى تحطيمي معنويا واستسلامي داخليا ..ولكن اذا بادرت انا بالهجوم فستكون
المبادرة في يدي لا في ايديهم . فعزمت على اخذ المبادرة حين التقى الظرف الموضومي والظرف الذاتي من حيث
ضغط الادارة علي » وممارساتهم اللاالخلاقية معي واردة » لدرجة انهم زجوا معي في زنزانتي بشخص مصاب
بشذوذ جنسي . فهددته بالقتل وحين سألني عن اسمي واجبته بأنني فلان الفلاني ما كان مته الا ان هرع الى باب
الاكس واخذ يضرب بقبضتيه على الباب ويصرخ : ‎٠‏ ائني افضل الذبح على ان ابقى مع هذا الانسان ف زنزانة
واخدة .. انه قاتل » هذا مثال بسيط على محاولاتهم الثيل من معنرياتنا .
وكان هنالك عريف متميز بالقسوة الشديدة وهو سجان يهودي من العراق . هذا العريف كان معروفا عنه من
قبل الادارة والسجناء انه سيء الخلق . وراح يضيق علي الخناق بشكل متميز ‎٠‏ فيمنعني من الاستحمام اومن
الخروج الى المرحاض . فعزمت على قتله , وكانت المشكلة هي كيفية الحصول على اداة لقتله . فلو طلبت من اخوتي
في الزنازين الاخرى سكينا لادركوا ما اخطط له ولتطوعوا ليقوموا بالمهمة عني كما حصلفعلا بعد فشل محاولتي .
فلجات الى ملعقة فأخذت احولها الى حربة ورحت اشحذها واسنها في المرحاض بحكها بالاسمنت ‎٠‏ وكنت افتح دورة
المياه حتى لا يسمع السجان صوت سن الملعقة , حتى باتت صالحة كحربة حادة وجعلت لها مقبضا . وكان اليوم
يوم جمعة , وكان هذا العريف قد منعني من الاستحمام يوم الخميس وهو اليوم المحدد لاستحمامي . فطلبت منه
صباح يوم الجمعة ان استحم . رفض في البداية » ولكن بعد الحاح مني اذعن ووافق على أن لا اطيل المكوث في
الحمام . فخرجت الى الحمام وسكيني معي وحملت ملابسن جديدة ليستقبل الاهل جثتي بها . لاني كنت اتوقع ان
يقتلوني بعد ان اقتله . بعد ان غادرت الحمام كان العريف واقفا يتحدث مع سجين يهودي . قال لي : ‎٠‏ هيا اذهب
إلى زئزانتك » فما كان مني الا ان هجمت. عليه واخذت اطعنه في عنقه . ضربته حوالى سبع ضربات متتالية ,
وانسكيت الدماء غزيرة من انحاء عنقه . اخذ يضرخ متوسلا « دخيلك يا ابى علي .. في عرضك .. انا ورائي
اولاد » . وهذا يثبت المقولة التي تقول ان الفاشستي اذا كان في موقف اوموقع قوي يمسي شرسا , اما اذا كان في
موقع الضعيف فاه ينقلبٍ الى جبان قابل لان يقبل حذاءك في سبيل انقاذ نفسه . فقبل توان كان هذا الرجل جبارا
انين
تاريخ
يونيو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)