شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 138)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 138)
- المحتوى
-
وطاغية وظالما وبعد ضريه اخذ يستجدي ويستعطف . هذا الاستجداء الذي لم نعرفه نحن السجناء . حاول الهرب
الا انني لحقت به واوقعته ارضا وضريته بالسكين عدة ة مرات حتى انكسرت السكينة في احدى الطعنات التي
اصابته ف صدره فوق القلب مباشرة . فهرعت الى ( مكنسة ) قريبة وواصلت ضربي له حتى خيل الي انه مات .
وكان بامكاني أن اجهز عليه تماما وذلك لاثة كان مرميا كجثة في اكس « ١5 » . ولكنني رفضت ان افعل ذلك خوفا
من استغلال الدعاية الصهيونية واتهام المناضل الفلسطيني بانه فاشستي وسادي يمثل بالجثث . وعلى العموم
كنت موقنا من أنه قد فارق الحياة . ولكن لحسن حذظه نقل فورا الى المستشفى وعولج ووضع له بلاتين في كتفه .. الا
انه ظل مشوها حتى الان . في هذه الاثناء كان حتى السجناء المدنيون الجنائيون اليهود يهتفون : « استمر يا ابى
علي , اقتله يا ابو علي » هذا عدونا المشترك » . فقد كان السجناء اليهود انفسهم يبغضونه اشد البغض . اذ انه
كان قد ضربهم جميعا ضريا مبرحا قبل محاولة اقدامي على قتله بيوم واحد .
وكان وقتذاك المعتقل الياباني « كوزوموتو ٠ في الاكس الواقع !لى يسار اكسي . وكان في الاكس الواقع الى
يمين اكسي سجين يهودي عريق في الاجرام فأشار علي بأن ادخل اكسي فورا ونصحني باغلاق بابه لاتجئب هيجان
رفاق العريف من السجانين . وفعلا لووجدوني في الخارج لقتلوني فورا . وبالرغم من ذلك هجم علي اكثر من عشرين
سجانا على راسهم ثلاثة ضباط مسلحون بهراواتهم » واخذوا بضربي ٠ وكلما كان يغمى علي يسكبون علي الماء حتي
يضريونتي وانا يقظ لأحس بالألم . وكانت النتيجة ان انشرح راسي ؛ وانفتحت الجمجمة من الاعلى » وكسرت
يدي . وامضيت خمسة واربعين يوما وانا غير قادر على الحركة نهائيا . احضروا لي طبيبا فقال لضابط الامن انه من
الواجب نقلي على الفور الى مستشفى لان حالتي خطيرة . فقال له الضابط ان هذا المعتقل خطير ولا نريد ان نعالجه .
ثم جاء « الخفيش » وهو ممرض السجن وقال « دعوه .. سوف يموت من النزيف وحده » . بقيت 78 ساعة
انزف .. دون علاج . في اليوم التالي جاؤوا ونقلوني الى مستشفى صرفند مقيدا با بالاصفاد ؛ حيث قاموا
بالاسعافات الاولية ؛ ثم اعادوني الى الزنازين في هذا الوضع . وحين انتشر الخبر في سجن ابناء القدس المسمى ب
« الاغام هنا » وسجن شباب فلسطين المحتلة المسمى ب « كلالي » . اجتمع المعتقلون في السجنين وجهزوا
سكاكينهم وحذروا ضباط السجون بأن أي حادث يقع لي سيتحمل هولاء الضباط مسؤوليته » وهددوهم بالانتقام .
فأعلنت حالة الطوارىء في المعتقلات فاعترف المدير الجديد للسجن بأن الاجراءات التي اتخذت ضدد « ابو علي »
قاسية وغير منطقية «٠. ولكن أُوْكد لكم انه على قيد الحياة » . وسمح لاثنين من المعتقلين يمثلون كل قسم بزيارتي .
وفعلا تحت تهديد الشباب وضغطهم سمح لاثنين من المعتقلين بأن يظلا الى جانبي . وتحت ضغط الراي العام
وتحرك المحامية « فيليتسيا لانغر ٠ وضغط المعتقلين نقلوني الى مستشفى السجن بعد اسبوع . وايضا في
المستشفى عوملت معاملة قاسية . منعوني من الاختلاط واغلقوا بابي والنافذة . وبعد 45 يوما تمكنت من
الحراك . ولكنني لا زلت بحاجة الى علاج . ثم نقلوني الى سجن عسقلان وكانت نقطة البدء في العمل التنظيمي
الجدي الذي توج باضراب ال 25 يوما الشهير . ١
س - كم هو عدد المعتقلين العرب الموجودين في سجون العدو حسب تقديرك ؟
ج - العدد الاجمالي يتراوح بين 70٠٠ و 000 . طبعا يعلى في ايام المظاهرات والاضرابات فيصل الى
٠ احيانا . لكن العدد الثابت عموما يتراوح بين 96٠٠ ىو .895٠٠
س - ذكرت انكم قمتم بالاضراب عن الطعام لمدة 85 يوما . فهل لك ان تعطينا صورة عن هذا
الاضراب ؟ .
ج - في تصوري أننا في هذه العجالة لا نستطيع ان نوفي الموضوع حقه . لكن استطيع تحديد بعض النقاط
الرئيسية التي ريما تلقي بعض الضوء على هذه المسيرة النضالية التي استمرت 40 يوما من الجوع والحرمان ,
ناهيك عن الوسائل الاخرى من الاضطهاد التي مارسها العدو ضدنا حتى في هذه الفترة ؛ والتي كان يعاني فيها
المناضل الفلسطيني من سكرات الموث . هنالك مفهوم شائع يقول بأن الانسان يمر احيانا عبر مرحلة تتساوى فيها
الحياة مع الموت . والحقيقة ان هذا المفهوم كان خلفية انطلاقتنا في الاقدام على الموت لاستعجاله , ا ولتحقيق هدف
وحيد ومحدد وهى تخقيف حدة ازمة الاعتقال . ؤحين اقول الحياة والموت » فاني لا اعني اننا نقاتل من اجل الموت
أن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 103
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)