شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 140)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 103 (ص 140)
- المحتوى
-
سوى ساعتين في اليوم هذا في السجون . اما في الانفرادي قلا نخرج الا ساعة واحدة . هم لديهم تلفزيون ومذياع
وسيذما » وتحن نفتقر الى هذا كله . هم يتزودون بكافة الجرائد العبرية ؛ بينما تحن لانزود الابصحيفة ٠ الانباء »
التي يشرف عليها مستشار الشؤون العربية لمكتب رئيس الوزراء الضهيوني ٠ ولك ان تتصور المعلومات التي
تحتويهاهذه الصحيفة . كانت هذه الصحيفة تهدف الى بلبلة ذهن القارىء المعتقل . فاذا اشتبك عنصران من
فصيلين مختلفين في الخارج تأتى الصحيفة يعنوان بارز مبالغة في تصوير الحادث » فتصوره وكأنه حرب دامية بين
الفصيلين الفدائيين .. وهذا غيض من فيض .
وكانوا يفرقون حتى في الملابس الداخلية . ندن لنا في الصيف والشتاء ٠ فائلة » زرقاء و« سروال » ازيق :
اثنان في الصيف واثتان في الشتاء .
اما السجين اليهودي فكان يتمتع ويزود بالملابس الداخلية البيضاء بشكل متواصل ٠ ايضا حتى في
المعاملة . لقد عشت في السجون الاسرائيلية , اي السجون التي تحتوي على سجناء يهود واحتككت بهولاء الناس.
وكان لنا صد اقات ومعارف من بينهم . السجين اليهودي كان يستخدم الفاظا بذيئة مع السجان بينما كنا ذحن نمتنع
عن ذلك باعتراف العدو نفسه لا يسبب احترامه ولكن لاثنا كنا نجسد الاخلاق والمفاهيم الثورية التي نومن بها
والي تحرم علينا استخدام مثل هذه الالفاظ . فاذا تلفظ بها احد اخوانثا كنا نشكل له لجنة تحقيق من انفسنا
كسجناء . ولقد اعترف العدى نفسه اكثز من مرة بهذه الحقيقة .
باختصار : الفوارق بيذنا وبينهم كانت هائلة , رغم اذنا معتقلون نسياسيون مناضلون وهم سجناء جنا
مجرمون . الطعام مثلا .. في سجون الاسرائيليين كان يقدم ١ صنفا من اصناف الطعام للافطار بينما يكتفون
بتزويدنا ب 4 اصناف . فاذا دققت بما يقدمونه وجدت ان التفرقة موجودة حتى على مستوى صنف الطعام نفسه .
فحبة البندورة مثلا مصنفه الى ( ١ ) و ( ب ) و( ج ) كانوا يحصلون على ( أ ) وكنا نحصل على ( ج ) .. وف
الحقيقة انك تستطيع ان تصف حبة البندورة هذه بأي شيء الا بانها حبة بندورة سواء من ناحية الشكل اى
الحجم .
هذا باختصار وبايجاز . كانت حياتنا قاسية جدا ولانحسد عليها . وكان الهدف هو خاق المضايقات النفسية
باستخدام هذه الشروط الحياتية السيئة . يعني اثنا كنا نأكل في الغرفة ونشرب فيها ونستخدم المرحاض فيها »
لدرجة انه اذا كان احدنا مصابا بامساك او اسهال اوغاذات فسوف ميقتل » ويزمج ويخئق بقية السجناء ال /”
من الغازات السامة . فنحن نفضل ان يضريونا بأن يقذفونا بغازاتهم السامة على مثل هذه الغازات . النواحي
العلاجية مثلا.. سوف اضرب للقارىء مثلا على استهتار العذى بحالة السجناء الصحية ٠ لدرجة انه قد يعتبره
مبالغة او نكتة . ولكنها واقعة حدثت فعلا ؛ أذ ان احد الشباب المعتقلين قال للممرض مرة : « ان ضميري
يوجعنى » : فناوله الممرض قرصا من الاسبرين بطريقة آلية . انا كنت مصابا بالقرحة مثلا . كانوا يناولونني
أقراص الاسيرين حتى اضطررت لحفظ أسماء الادوية التي تعالج القرحة حقيقة . مثل اخر : حين كنت نزيلا في
سجن « شطة ٠ اصبت بفقر دم نتيجة الاوضاع الصحية السيئة للسجن . رفضوا أن ينقلوني الى المستشفى .
وجاء ممرض السجن ليجري فحصا للدم . ضريني الابرة في الوريد وكأنه يضربني بسكينة . وبالرغم من ذلك لم
نخد الدم . غير انه قال لي : ٠ لا يوجد اليوم لديك دم » .. هذه الواقعة يعرقها كل سجناء وسجاني ٠ شطة » ..
فسالته ٠ وكيف يمكن للانسان ان يعيش يوما بدون دم ؟ » .. وهذا غيض من فيض . ١
كل هذه الامثلة كانت تشكل خلفية الاضراب . الاضراب استمر لمدة 80 يوماء . والحقيقة انه كان هنالك
فاصلا بينها .. اذ ان العدو وعدنا بعد مرور 44 يوما على الاضراب بأنه سينفذ مطالبنا . ولكنهم بدلا من تزويدنا
بما طلبناء! عطونا فراشي للشعر ! نحن الذين كنا نطالب بزيادة مصاريقنا ؛ اذ ان السجين العربي يأخذ 18١ ليرة
اسرائيلية : بينما يئخذ السجين اليهودي 0٠١ ليرة اسرائيلية في الشهر مضافا اليها ٠١ ليرة عمل . وخلال
التضخم فان ال 18١ ليرة لا تكفي لان تحتسي بها كويا من الشاي أو تشتري علبة سجائر في اليوم . وكان رد
شبابنا على فراشي الشعر انهم حلقوا شعورهم بالشفرات عنى أساس اننا لسنا بحاجة لشعر اصلا . بعد ذلك
واصلنا الاضراب الذي استمر ١غ يوما , وكان المجموع 45 يوما . واخيرا كانت نتيجة الاضراب انهم زودونا بعد
١ سنة من الاعتقال والنوم على الارض بفرشات لننام عليها . هذا كل ما حققوه لنا . لدرجة انني سألت الجترال
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 103
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)