شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 13)
المحتوى
بالمدفع والرشاش وتقديم التضحيات بشلالات الدم التي لا تنقطع » ولكن : الى متى يمكن أن
يصمد شعينا امام كل هذه الهجمات التي لا تنتهى ؛ وامام الضغوط الأقتصادية والسياسية
والاجتماعية , وامام القهر القومي والعتصري والعرقي الذي تمارسه الحركة الصهيونية ؟ والى
متى يمكن ان يحتمل شعبنا الترحيل الجماعي وهدم البيوت الجماعي والعقوبات الجماعية ؟
والى متى يمكن ان يصبر على التجويع والانتهاك والاذلال ؟ والى متى تبقى الثورة الفلسطينية
تتصدى للهجمة الصهيونية الشرسة منفردة في الميدان ؟
لا يكفي ان نكبر ونهلل لصمود شعبنا في الداخل ولا يكفي ان نقول كلمة خو في عملي
جريئة تقوم بها قوات الثورة الفلسطينية » ولا يكفي ان نتحدث بالاعجاب عن بطولات
وانتفاضته الرائعة » ولا يكفي ان نردد القصص والحكايا عن الشبان را بايا
للضباط الاسرائيليين , ولا يكفي ان نعرض قضية المبعدين على مجلس الامن وان يقوموا
بمظاهرة عند الجسر توطئة لعودتهم الى بلادهم , ثم لا يعودون .
من قال ان بيانا يصدر هنا ونشرة تصدر هناك وتصريحاً يذاع هنا ومقالة تكتب هناك »
تكفي لتدعم صمود شعبنا وتؤدي الى ثباته وتصديه للمحتل المستعمر ؟ من قال أن توجيه
التحيات الحارة والشد على الايدي والتمنيات الطيبة والاقرار بالبطولة كافية ليستمر هذا الشعب
في رفضه للتسويات والحلول المطروحة ومقاومته لها ؟ من الذي يستطيع ان يدعي معرفته حقيفة
ما يجري داخل الارض المحتلة » ومن يستطيع ان يزعم انه كلف خاطره ببحث احوال شعبنا
ونتائج الهجمات الشرسة عليه ومعاناته والصعويات التي تواجهه ؟ من الذي يملك احصاءات
عن الهجرة الاجبارية التي تتم سنوياً آلى الوطن العربي وخارج الوطن العربي ؟ من الذي يقول
انه قدم حلولاً عملية للمشاكل اليومية التي يصادفها شعبنا ؛ كل فرد من شعينا ؟ من الذي
يعرف عدد سكان الضفة عام 717 وعدد سكانها الان » ولاذا هذآ التناقص الخطر وما هي
نتائجه ؟ ومن الذي يعرف عدد سكان قطاع غزة عام 77 وعدد سكانه الآن » ولماذا هذا
التناقص الخطر وما هي نتائجه ؟ من الذي يعرف اين يذهب الشباب واين يعملون واين
يهاجرون ‎٠‏ وما هي نتائج تفريغ المنطقة من هذا العنصر الفعال في مقارعة الاحتلال ؟ .
هل حصل شيء من هذا ؟ ريما ! ولكن في حدود اللامبالاة التي هي اصل التفكير ونبع
الممارسة ؛ حصل في حدود وفع العتب والتحلل من ,المسؤولية ؛ حصل في مجال الادعاء والمفاخرة
والمظاهر . حصل بالاسلوب الذي لا يسمن ولا يغني .. كيف كان ذئك ؟
منذ الاحتلال لم يفكر احد بأهل الاحتلال . لا نقول احتلال عام 15144 وانما الاحتلال
الثاني الذي وضع في القفص الكبير مليوناً وريعاً آخرين من الشعب الفلسطيني تحت رحمة
الصهاينة . واستمرت هذه اللامبالاة عشر سنوات عجاف , واكتفى الجميع بكلمة لا .
للاحتلال . فاستراحوا واراحوا انفسهم من عناء التفكير وصعوية البحث ومشاكل المتابعة ,
وكأن الآمر لا يعنى احداً ولا يخص احداً وليس ضمن مسؤولية أحد . وكأن مصير المليونين من
شعبنا لا يهم المئة والثلاثين مليوناً من امتنا . وليسوا جزءاً من هذه الامة . ولاذا نذهب
بعيداً ؟ ألم نسمع ,ولا زلنا نسمع ‎١‏ ان « عرب ال8؛ » اسرائيليون لحماً ودماً وجنسية ‏ ؟ الم
يكن امراً مشيناً أن يذكر احد منا احداً منهم ولو بالسوء ؟
عشر سنين .. مرت وهؤلاء ليسوا منا ولستا منهم.. قولواحد أ وعملاً واحد أوفكراً واحداً.
تاريخ
يوليو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10270 (4 views)