شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 19)
- المحتوى
-
ان هذه الاغلبية تكاد تتراوح جميعها بين السكون والانزواء واليباس التنظيمي والسياسي
والفكري » وبين التفتت والانقسامات والتشرذم . ويصرف النظر عن الاسباب الموضوعية
والذاتية التي ادت وتؤدي الى مثل هذه النتيجة الملئوسة , فان الملفت للنظر ؛ وهو امر جدير
بالاعتبار والدراسة » ان حركة فتح لاتعاني ايأّمن هذه الظواهر . فرغم كل التمايزات القائمة :
والتعارضات والاختلافات التي تصل حدود العلن بين مجمل التعبيرات المنسجمة في اطار فتح »
الا ان ذلك لم يظهر ابداً باشكال انقسامية فعلية , باستثناء تدخلات وتعديات عربية سعت الى
تأطير انقسامات باهتة فقدت ميررات استمرارها بمجرد خروج رموزها عن خط الحركة ؛ مما دلل
على ان هذه الاستثناءات لم تكن تملك اي اساس موضوعي للانقسام اى الاستقلال .
علام يدل ذلك ؟ لا شك في أن قساوة الظروف التي تناضل فتح في اطارها لا مثيل لها على
الاطلاق في الساحة العريية على الاقل ؛ فمن المسؤولية الرئيسية التي تتولاها فتح في صد
الهجمات الاسرائيلية المتتالية , الى المسؤولية الرئيسية في شق الثغرات في جدار العدى الامني
وخوض الكفاح المسلح ؛ الى تلقي ضريات الاغتيال التي تستهدف قيادة فتح وكوادرها , الى
المسؤولية الرئيسية في التصدي للقوى العربية المرتبطة بالامبريالية » الى المسؤولية الرئيسية عن
امن الشعب وقوته . ورغم كل هذه المهام البالغة التعقيد والصعوية » والتي تستخدمها اطراف
اخرى لتبرير تقاعسها » فان فتح تتقدم وتتحرك في سياق منهجها ؛ فيأتي المؤتمرالرابع للحركة
ليكشف انها مزدحمة بالدوافع الى التقدم والحركة , وان الشاغل الرئيسي لقيادتها وكوادرها هو
البحث عن الطريق الاكثر صوابا ٠ وذلك بعد تراكم خبرات متنوعة شكلت المسوّغ لاحداث النقلة
على شتى المستويات .
وقد يرى البعض ان كل ما سبق ليس اكثر من دقاع يقدمه عضو في الحركة , لكن الاكيد
ان ذلك ليس وارداً في هذه اللحظة بالذات . فما سيق ان قلته ليس الا اشارة تحريضية للمثتفين
على درس مثل هذه الظاهرة ؛ ظاهرة الحيوية التي تشتمل حركة فتح ٠.وذلك في مرجلة يتفق
الجميع على تحديد سمتها الرئيسية وهي حالة الانمسار والعجز التي تعيشها حركة التحرر
العربية .
اذن ٠ وانطلاقا من الوثائق الاساسية التي اقرها المؤتمر الاخير للحركة , لنحاول ان نقف
فيما يلي عند الاستنتاجات العامة الاكثر اهمية :
١ - جدل الفعل
ان موضوعة التوازن في بنية كل حركة تحرر وطني تكادتكون بمشابةالهيكل العظمي
لهذه البنية » وهي قانون رئيسي لا بد من ان يحكم نهج أية قوة سياسية تأخذ على عاتقها العمل
على تحقيق مهام مرحلة التحرر الوطني ٠ ويعود ذلك اساساً الى شدة التعقيد التي تحكم هذه
المهام .
وفي وضع كوضع حركة فتح ؛ تشكل هذه الموضوعة احد ابرز قوانينها ؛ فهي تتجلى في كل
خطوة او قرار لها على كافة المستوياتٍ . ويتراكم الخبرة على مدى خمسة عشر عاماً .تحول هذا
القانون ليلعب دور المفتاح » خصوصاً أن الابواب المغلقة امام العمل الوجلني الفلسطيني تكاد لا
تحصى . واذا كان البعض ينظر الى قانون التوازن هذا باستخفاق حيناً ويشك حيئاً آخر , فان
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10279 (4 views)