شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 105)
- المحتوى
-
محترفون »٠ تلقوا تدريبأ خاصاً خلال فصل الشتاء , ومن لم يجتز الحدود نزل بالمظلات خلف
خطوطنا . وكانت مهمتهم تحويل الأنصار الى اداة قتال حقيقية , ولقد تحققت هذه المهمة بكل
نجاح 200 ,
أما بالنسبة لانطلاقة الثورة الجزائرية » فقد رسمت اللجنة الثورية للوحدة والعمل » منذ
اليداية » خطأ سياسيا واضحاً جدأ . استهدف في الوقت ذاته الاعتماد على التقاليد الاسلامية .
ومارست ارهاباً شديدأ كمم بسرعة شديدة أفواه الشعب أمام السلطات الفرنسية . وتجنبت
اللجنة بذكاء حاد كل مجابهة مباشرة مع القطعات الفرنسية . وتم اللجوء الى الانقضاض
المفاجىء : والكمائن . والاغتيالات على مختلف أنواعها .
وغني عن البيان » أنه سوف يتعرض كل من التنظيم والمقدرة على القتال » والبطولة
والروح المعنوية التي تتمتع بها العصابات . الى اختبار بالنيران عند حصار العدى . بيد ان
الحصار ليس بالمعضلة الخطرة بالنسبة لجماعة من العصابات عارفة بالارض وملتحمة برئيسها
من الناحية العقاكدية والعاطفية .
ويجب التنبيه هنا , الى الاخطاء الكبيرة التي قد ترتكبها القيادة الثورية على كل
المستويات ٠ في أسلوب العمل والتخطيط وطريقة القيادة , وأهمها النظرة الذاتية للامور ,
واللاموضوعية ٠ والبيروقراطية .وروح أصدار الأوامر . والعقلية الضيقة . والعجرفة » وتقديم
المؤسسات على الأفعال . وقد تعمد حركات ثورية ناشئة لا يزيد عدد أفرادها عن عشرات
الرجال ٠ حتى قبل أن تبدا العمل , الى اعداد نظام داخلي أكثر تعقيداً وأبهاما من النظام
الداخلي في وزارة ؛ نظام مليء بالوصايا والمهام , كما لى ان جدية الحركة الثورية تقاس يعدد
تقسيماتها ؛ وأشكالها التنظيمية التي تستبق المحتوى المطلوب تنظيمه9؟ .
ثم ان هناك المصابين بمرض جنون العظمة , الذين يركضون وراء مركز أى رئاسة .
وهناك آخرون ينغمسون في الركض وراء الطعام الجيد والثياب الفاخرة ساعين لتحويل الممتلكات
العامة لمصلحتهم الخاصة , منتهكين صلاحياتهم ومراكزهم لينفمسوا في المبادلات التجارية لكي
يصبحوا اغنياء. وهم يفكرون بمصالحهم الخاصة أكثر مما يفكرون في المصلحة العامة . وليس
هناك , بالنسبة لهم , أية قيمة للسجايا الثورية والرأي العام . وهناك حقيقة اكيدة أيضا , أنه
يبقى خارج التنظيم الثوري العديد من الناس الموهوبين والاكفاء. يتعين الاستعانة بهم أو
والجدير بالملاحظة , انه لا ينيغي للذين يتصدون للعمل الثوري أن يأملوا في كسب النصر
متجاوزين الحدود التي تحددها الظروف الموضوعية » ولكن من الممكن , بل من الضروري ان
يسعوا بنشاطهم الواعي الى كسب النصر في نطاق تلك الحدود عينها . فالافكار وما شاكلها شيء
ذاتي , أما الممارسة العملية فهي التي تنقل الذاتي الى الموضوعي . وان جميع الأفكار المستندة
الى الحقائق الموضوعية والمتفقة معها هي أفكار صحيحة . كما آن الممارسة العملية المسترشدة
بالأفكار الصحيحة هي أعمال سليمة . وعلينا ان نطور مثل هذه الاقكار العملية » حتى نطور
مثل هذا الدور الفعال الواعي . ويجب ان تكرس الكثير من الوقت لاقامة الأدلة المحسوسة على
الأعمال . والقليل من الوقت للحديث عن النظريات الفارغة .
ل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)