شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 107)
المحتوى
ينبغي ان يستقر في الذهن , أن هناك حدأ أدنى لا يمكن بدونه أرساء القاعدة الاولى
للعصابات أو تدعيمها ؛ اذ يجب ان تكون الجماهيرقد ادركت بؤضوح حماقة الابقاء على النضال
من أجل الأهداف الاجتماعية والوطنية ضمن اطار المساجلة المدنية » فعندما تقوم قوى التسلط
بفرض نفسها بالقوة » يعتبر أن السلام قد انتهك مسبقاً »و في هذه الحالة يعبر السخط الشعبي
عن نفسه في اشكال أكثر حيوية ‎٠‏ ويتبلور موقف المقاومة اخيراً في انفجار نضالي .
والوعي السياسي شرط لازم وأساسي كيما يفهم المقاتلون أن تنفيذ المهمة وتقديم الروح
رخيصة خلال ذلك » هو تنفيذ طوعي لخدمة هدف مشترك . وان المناقشة واستطلاع الآراء لا
يستهدفان سوى دفع تنقيذ المهام الى الأمام .
وحرب العصابات ليست مغامرة جميلة . ولا هي غاية في حد ذاتها ؛ انها ليست الا
اسلوباً للوصول الى غاية . وهي التحرير واستيلاء الشعب المغلوب على السلطة السياسية .
فالعصابات الثورية , سرية , تولد وتتطور تحت الأرض , والمناضلون انفسهم يحملون اسماء
مستعارة في المرحلة الأولى , واذا ما قررت العصابات الظهور , فسيكون ذلك في الزمان والمكان
اللذين تختارهما القيادة . والعصابات الثورية في عملها وفي تنظيمها العسكري مستقلة عن
السكان ‎٠‏ وليس من واجبها تحمل مسؤولية الدفاع المباشر عنهم . فحماية السكان ترتكز على
التدمير التدريجي للآلة العسكرية التي يملكها العدى , ويصبح السكان في مأمن تام : عندما
تصبح القوى المعادية عاجزة عن القتال0 0 .
يقول لورئس : « الجيوش شبيهة بالنباتات الثابتة التي ضربت جذورها بقوة في الارض
والتي تتغذى عبر سيقان طويلة تمتد من أسفلها حتى ذروتها . ان بوسعنا [العصابات] ان نكون
غازا » وروحاً تتحرك حيثما تريد »ولم نكن نقدم أي شيء مادي للمذبحة ‎٠‏ نظرأ لأننا لا نحتاج
لأي شيء مادي +030 فالجيوش في حاجة ماسة الى قواعد امداد ومناطق ادارية لتأمين
احتياجاتها الضخنة » عبر طرق مواصلات جد طويلة . يمكن قطعها في أكثر من مكان
وباستمرار , مما يؤدي الى ارياكها وتشتيت قواها .
والعصابات سلاح الطرف الاضعف ‎٠‏ وتأتي فاعليتها من ان خصمها لايملك ابداً القوى
الكافية للسيطرة على الأرض كلها . وتكمن قوة العصابات في قدرتها على تمييع القتال وأجبار
الخصم على بعثرة جهوده . فالعصابات تستمد قوتها وخاصة قدرتها على البقاء من ضفتها
البدائية البسيطة : انها حرب ازعاج لا تحتاج الى قوة كبيرة » وتستمد فاعليتها من حركتها وندرة
احتياجاتها . والخطأ القاتل لقادة العصابات يكمن في البحث عن تسقيق المهاية الشكلية للقوات
النظامية . فالمهمة الأولى للعصابات ان تبقى موجودة ومختفية » وأن تقوم بانسحابات
استراتيجية عند اللزوم أكثر من ان تثبت أمام الخصم , فثباتها أمام الخصم المتفوق يعني
الانتجار .
ورغم أن القوات الجوية في الوقت الحاضر . خلقت استحالة وجود قاعدة حصينة كلياً »
وزادت من امكانيات اكتشافها زيادة كبيرة ‏ فانه يلزم العمل دوماً على ايجاد مواقع بديلة »وان
يتم تدريب الرجال على نقل مراكزهم بسرعة , واختيار الأماكن العالية التي تسيطر على منطقة
واسعة نهار ويتعذر الاقتراب منها ليلا .
تاريخ
يوليو ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4935 (6 views)