شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 111)
- المحتوى
-
والخصوصية الأساسية للعصابات الثورية . هي الحركية » فهي التي تسمح للعصابات
بأن تبتعد في دقائق قليلة عن مسرح معين , بل عن منطقة بأسرها اذا غدا ذلك ضرورياً . وهي
التي تمكنها من تغيير الجهة وتجنب أي نوع من الحصار , ومن ثم ان تركن للفرار من التطويق
الذي هو الوسيلة الوحيدة بيد العدى لارغام جماعة العصابات على اشتباك حاسم قد لا يكون
مرغوياً فيه . والحركية هي التي تمكن العصابات » فضلا عن ذلك , من أن تقلب المعركة الى
حصار مضاد . وسواء كانت العصابات مبعثرة أو مجمعة ٠ فان عليها ان تضع مخطط عمل يأخذ
جميع الاحتمالات بعين الاعتبار » ويحدد السلوك الواجب اتباعه » وعلى كل وحدة موزعة ان
تكون مستعدة للتجمع بسرعة كما ان على كل وحدة مجمعة ان تكون قادرة على التبعثر عند
الضرورة »ولا يمكن الحفاظ على المبادأة القتالية للعصابات بشكل دائم الا اذا احسنت استخدام
التبعثر والتجمع في اللحظات المناسبة .
والثورة لا تتبع خطا مستقيمآ الى الأمام » يل تتعرض لمد وجزر . وتنتقل من ذرى
الانتصارات الى وهدات الهزائم . ومن خلال هذا الطريق الطويل » تتمرس القوى الثورية وتتعلم
كيف تقدر قوتها وقوة عدوها , ثم كيف تعدل سياستها وتكتيكاتها وأساليبها , لتندفع بعد ذلك
بزخم جديد .
والدفاع الذي يمكن للعصابات الثورية ان تتيناه , هو ذلك النوع من الدفاع المرن والفعال
المبني على الطلعات التعرضية والاغارات المستمرة في مواجهة العدى المتوقف . والتراجع الارادي
والهجمات المعاكسة المحلية ضد العدو المتقدم , والمطاردة الحثيثة , والكمائن المتواترة وعمليات
الاعاقة والازعاج في ملاحقة العدى المنسحب . يقول هوشي منه : « يجب أن تعملوا بمهارة
فائقة » بسرعة , بسرية ,وان تكون لديكم القدرة على تقريق قواكم او تجميعها حسب ما تقتضي
الظروف . ويجب عليكم ان تفيدوا من التجارب في كل ساعة وفي كل يوم ٠ ويجب ان تكونوا يقظين
ضد الخونة والجواسيس » ويجب ان تكونوا موحدين بصورة مطلقة »250 .
أما قيما يتعلق بقوى القمع ٠ فان القطعات الاسرائيلية الخاصة وكافة القطعات المبنية على
غرارها تتلقى تريية ايديولوجية ونفسية خاصة ترقع مستوى الحقد والعنف والروح العدوانية
لدى افرادها . والحقيقة ان سفك الدماء غدا جزء أ من طباعهم . وتغليت روح المقاتل عندهم على
روح الانسان . ولتجنب نقاط العدى القوية , وقلبها الى نقاط ضعف , لا بد لجماعة العصابات من
استخدام السرعة »كما ينبغي أجراء كافة اعمال الانقضاض والانسحاب والرمي بسرعة بالغة .
وعلى كل مقاتل ثوري ان يصصل الى تحطيم معنويات العدى منذ لحظة الاشتباك الاولى بفضل قدرته
القتالية وشجاعته النادرة . وعلى كوارد ومقاتني العصابات أن يصمموا على تدمير العدو تدميراً
كاملا وقتله وانتزاع سلاحه . فانه اذا ما تعذر على العدى أخذ زمام المبادرة وقعت قواته في
السلبية وأصبحت تحت رحمتهم .
والغريب أن العدى المتفوق على جماعة العصابات بالتقنية والتسليع والعدد يهرب أمام
هجماتها السريعة الحاسمة , ولا يتجرأ على التقدم الا تحت حماية طيرانه ومدفعيته ٠ ويرجع
ذلك اضافة الى ايمان المقاتلين الثوريين القلبي وقناعتهم الفكرية بقضيتهم الثورية الى ان
جنود العدى لا يتمتعون بروح قتال عالية » ولا يثقون بقواتهم أى رؤسائهم تمام الثقة » وقد لا
يتساندون بل يزدري بعضهم بعضا . فعندما لا يكون هناك قضية واضحة وعادلة يحارب
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4935 (6 views)