شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 104 (ص 121)
- المحتوى
-
انشع وَاليقظة العَرّبيّة
قبِحَهْل الاسْيْدّاب البربطتاني
مدعل لرراستة مشعرالْخَاوَمَة الفلسطينيّة
دمهيد
في اعقاب هزيمة 197177 التى حاقت بالامة تلاشت الجدران المانعة للصوت التى غيبت
وراءها الاقلية العربية في فلسطين المحتلة منذ عام 48 ١5 , لثلا يصل الى إسماع امتهم شيء من
همسهم او حتى صراخهم . وكذلك انهارت الاسوار التي توهمت الدولة الصهيونية أنها رفعتها
حول ما قدرت أنه قبر الشخصية الفلسطينية » بعد ما يقرب من عشرين عاما قدر أن تكون موتا
يطيئًا لها . واذا بهذه الشخصية , على عكس كل ما خطط ضدها , تبدى في حال من الوعى
العميق : وقد انتصبت قامتها وعلا صوتها ؛ ومن فلسطين المحتلة جاء الصدى , واكتشفت
الامة نهرا كبيرا من الشعر يتدفق من تحت مرقدها : ظل ابناؤها الشعراء المأسورون لسنوات
طوال يشقون مجراه دون ان تدري هي عنه شيئا ٠ الا القليل كان قد تسرب منه في بطء خلال
جدران الصمت واسوار العزلة .2
كان هؤلاء الابناء قد اقاموا صرحا من الشعر لم تكن الامة تعرف ماهيته ؛ اذ لم يكن ما
عرفته منه اكثر من اصوات دقات قليلة في الصرح . وعندما تلاشت الجدران جاء الصوت »
وتدفق النهر . وظهر الصرح ؛ فرأت الآمة من شأن ذلك كله عجبا » ونظر معظم النقاد والادياء
الى هذا الشعر » فجعلوا منه ٠ لفزحتهم به بقرة الهندوس ٠ فوق كل خطأ , واعلى من كل نقد »
حتى لقد احس اصحاب الشعر نفسه بالضيق من هذا ٠ الحب القاسي ٠ . وبالدرجة نفسها من
الاقبال العاطفي , الذي تزاحم فيه الكثيرون على هذا الشعر . ادبر آخرون عنه واداروا ظهورهم
له » بدون تقدير لظروف أصحابه وحياة اهله » حتى لقد سلبوه جوهر خصائصه ٠ واصل
وجوده : المقاومة . وظل هذا الشعر ؛ في الغالب . تتحكم فيه بيننا قسوة العاطفيين .
ومصطلح « شعر المقاومة » حديث نسبيا » فقد اطلقته الحرب العالمية الثانية » ى
بالاحرى كان بعض مذاقاتها . طفى طوفان هتلر على اورويا فجمع الناس المهزومين على كراهة
النازية » ووحد هدفهم في مقاومتها والخلاص من ويلاتها . ولم تكن الشعوب المقهورة اقل
حضارة أو وعيا من القوم المنتصرين ؛ فمجتمعاتهم تنعم باستقرار حضاري وديموقراطي» وقد
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 104
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)